الملالي في البوكمال

بقلم: أيمن ضويحي

سأتحدث لكم اليوم عن تجربة البوكمال في مجال الكتاتيب

تعلمون ايها الاخوة الاعزاء الدور الكبير الذي لعبته الكتاتيب

في الحفاظ على اللغة العربية خلال فترات الاستعمار

وهذا ما قرأنها جميعا في كتب التاريخ

وقد انبرى لهذه المهنة المشرفة ثلة من أبناء البوكمال الاكارم

أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر

الملا حميد رحمه الله

والملا صالح رحمه الله

وسأتحدث عن تجربتي مع الملا صالح حيث إن الملا حميد

كان قد توفي قبل ولادتي وقد درس والدي عنده

اما انا فقد كان لي شرف تلقي أولى خطوات التعليم

عند الملا صالح رحمه الله الذي توفي عام 1986م

كان والدي حفظه الله يسارع في إرسالنا إلى الملا صالح

قبل أن يتم قبولنا في المدارس في سن

مبكرة لتعليم ابجديات القراءة و الكتابة

الملا صالح ايها الاخوة هو من الشخصيات التي لها أثر كبير

في مجتمعنا ولا بد من افراد موضوع خاص عنه

في منتدى الشخصيات الكمالية سأحاول كتابته فيما بعد

نتوجه صباح كل يوم إلى بيت الملا الكائن قريبا من جامع سيدنا

عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجوار المقبرة

التي تحولت فيما بعد إلى مدرسة تشرين

يشتري كل منا جزء ألف باء وفيه يتعلم أولى أحرف العربية

يجلس الملا رحمه الله في الكاشف على سرير مرتفع بلحيته البيضاء

وعمامته الصغيرة ويجلس التلاميذ صفوفا أمامه

يقوم الملا بالقراءة من ذلك الجزء

والتلميذ يرد خلفه كل تلميذ على حدا

لان التلاميذ يختلفون في مستوياتهم فمنهم

من لايزال مبتدئا بـ أ ب ت ث ج ....الخ

ومنهم من انتقل إلى أَ بَ تَ ثَ جَ .... الخ

ومنهم من انقل إلى مستوديا متقدمة أكثر فبدأ بالهجاء والهجاء هو

ان يقوم بتهجية الكلمات كلمة كلمة كلمة وينطقها على سبيل المثال

أَحَدُ تقرأ بهذا الشكل الف فتحة أَ حي فتحه حا د ضمتين دون احد

يبدأ بقراءة الايات القصيرة من القران بهذه الطريقة طريقة التهجئة

الى ان يتم قراءة القران كاملا

بعد ان يختم القرآن يقومون بشد يدي الخاتم للقرآن

الي الوراء ويطوفون به في السوق وهم يرددون

يا برق شامي بلغ سلامي الى محمد خير الانام

يا برق لملم.... الخ

فيقوم الناس بحل تلك العقد واعطاء الشخص الذي ختم القران

مبلغا من المال فرنك او نصف فرك او ما تيسر

كان الدوام في الملا على فترتين صباحية تبدأ بالساعة الثامنة

صباحا تقريبا وتنتهي بأذان الظهر

ومسائية تبدا بعيد صلاة العصر إلى المغرب

وكان الملا يستعطف بأهازيج ليصرف التلاميذ فيقولون بصوت واحد

يا ملا اصرفنا اصرفنا تا نعلق مصاحفنا وقلوبنا ذابت وشموسنا غابت

طبعا الملا ياخذ اجرا على هذا التعليم

وهو ما يسمى بالخميسية تدفع كل خميس

والطالب الذي تخرج على يد الملا تجده

من اكثر الطلاب اجتهادا في المدرسة

وساكمل لكم في مقال اخر خشية الاطاله

ولكم خالص ودي