نمنا تلك الليلة الجميلة الهادئة....
وفي الصباح التالي كان ابو طاهر اول المستيقظين....
لقد اعتاد على الذهاب الى المسجد لصلاة الفجر.....
واصبح الاستيقاظ المبكر عادة مستديمة فيه...
استيقظنا على صوته.....
- قوموا شباب قوموا......الصلاة ...الصلاة
صلينا وبدأ الصباح يشق الافق وقبة السماء....
صباح الظهرة بارد....
وما يزال بصيص النار في الموقد يتهادى وينشر الدفء...
قمنا بزيادة الرمث فوق النار فالتهب بسرعة....
القوري جاهز.....
لازم نفك الريق بكاسة شاي.....
قلنا لبعض:
انت يا ابو طاهر روح وحط الشبكة في مكانها وتعال....
وانت ياكمال روح بالاتجاه الثاني وحط شبكتك وتعال..
لازم ترجعون بسرعة....
ـأمامنا يوم طويل من العمل.....
لازم نكون عند الظهيرة جاهزين لبدء الصيد القادم...
ذهب ابو طاهر وكمال لنصب الشبكات.....
وذهبت مع ابو فايز لجمع بعض الحطب...
بينما قام محمد الرجب بفرم الخس للحجل داخل الاقفاص.
بعد ساعة من الزمان انتهينا من الشغل وجلسنا حول النار....
قال ابو فايز:
قوموا يا شباب تا نروح نسلّم ونزور أحد الاصدقاء ونرجع....
ركبنا السيارة واتجهنا شمالا.....
هناك تقع مضارب احد الاصدقاء من كبار مربّي الاغنام في البوكمال
انه المرحوم (( جدي الحمري )) احد كبار شخصيات قبيلة الحسون العريقة...
كان رجلا واسع الشهرة...كريما لا يجاريه في الكرم الا القليلون من الكرام...
وكان رجلا جميل المحيا مبتسم الوجه عظيم الجاه.
ما ان اقتربنا من البيت المخومس الخاص به....
حتى استمتعنا برؤية الاغنام اثناء حلبها...
وعلى باب الخيمة وقف الشيخ جدي الحمري - رحمه الله - مرحّبا بقدومنا...
وكانت حرارة الترحيب تكفي لاحترام هذا الشيخ الكريم....
دخلنا الى الشقّ......كان هناك موقد يتوسط البيت.....
وهناك صينية ضخمة مليئة باللبى (( الحليب الثخين عند الولادة )).
ودلّة عامرة بالقهوة اللذيذة....
قال الشيخ:
- يا اهل البيت.....خبز الصاج بسرعة...
حيانا بفرح كبير...فعادة هذا الرجل الشهم هي كذلك.....
وهو من سكان قرية الغبرة من الحمودي...
قال ضاحكا:
- اكيد هذول انتم اللي تطقّون بالليل؟؟؟سمعت طلقات الجفت
ليش ما جيتوني من البارحة؟؟؟
احنا اهل وابناء بلد وربع وديرة....
قلنا:
- ما عليك زود يا شيخ....بس انت تعرف ظروف الصيادين..
قال : حيّاكم الله ويا هلا ويامية مرحبا بيكم.
أكلنا اللبى الساخن مع خبز الصاج الشهي وجلسنا نتسامر....
كنا نعرف ان الشيخ جدي لن يتركنا نغادر قبل الغداء...
فسبقه عبد الرحمن الملا حميد وقال :
سايمين عليك جاه الله ان تسمح لنا بالذهاب...
احنا ترانا اهل بيت مو ضيوف...
وانشالله نزورك قبل رجوعنا للبلد....
وغدانا موجود بالخيمة...
فسمح لنا بالذهاب بعد ان وثق بكلامنا واننا سنزوره....
ما ان ركبنا السيارة حتى كانت هناك قدرية تتسع لعشرين كيلو
من الخاثر الثخين الحلو أمامنا....
...الهدية مقبولة من هذا الرجل الكريم
تابعنا طريق العودة.....
عند وصولنا الى الخيمة ...بدأنا بتحضير وجبة الغداء....
وهناك لحم خروف ومعاليق احضرناها معنا....
يجب ان يكون هناك حفلة شواء رائعة في هذا الجو الربيعي الساحر...
بعد نصف ساعة تقريبا....
اقترب منا صوت تركتور قادم....
واذ به أحد رعاة الشيخ جدي الحمري يحمل معه خروفا سمينا....
قال لنا:
طالما انكم حلفتم على الشيخ للسماح لكم بالخروج...
الا ان غداؤكم قد سمّي على اسمكم...
وهذا هو.....
وضع الخروف أمامنا ثم عاد راجعا...
ياله من رجل كريم.....
ربطنا الخروف بطرف الخيمة...
من العيب ان تردّ هدية الرجل الكريم...
تغدّينا بالارانب واللحم الموجود عندنا ثم ذهب بعدها ابو طاهر
وكمال الى حيث الشباك المنصوبة...
وجلست مع محمد الرجب نلفّ سجائر الدخان الفرط....
قال محمد:
- هذا التتن جابليّاه ابو عبدو الفرّان من اللاذقية
هاك اشرب منه...عليّ الحلال اطيب من المارلبورو...
عندما لفّيت منه سيجارة تظاهرت بأنه دخان رديء فقلت له مازحا :
- هذا مالبورو؟؟؟؟ عليم الله مثل صون الجحاش
قال:
- لالا جابوك شرّاب تتن...انت اشمعرفك بطعمة اثمك؟؟؟
قلت له:
- اذا انت مثل البغل..مستعد تشرب كل شي....
هاك تـتــنك ...أشخ بالقوطية....
قال عبد الرحمن:
- ها شبيكم مثل عجايز القرباط ما بي عندكم كلمة تفرح القلب؟؟؟
قال محمد:
- امانة عليك يا ابو فايز هاك ضوق هالسيكارة واعطيني رأيك...
أخذ ابو فايز السيكارة وغمزته لكي يقول عنها انها رديئة...
فقال ابو فايز:
- هاي سيجارة والا صون جحاش ؟؟؟؟
نزعها محمد الرجب من يده وقال في غضب:
- تلحس حلب انت وهالمنحوس
والله مابيكم اللي يعرف طعمة اثمه...
ضحكنا حتى استلقينا على ظهورنا....
قال محمد:
بالطلاق مابيكم اللي يضوق سيجارة مني اذا خلص التتن عندكم
ما عليش.....بكرة نتواجه...
عاد ابو طاهر وكمال ................
نمنا تلك الليلة الجميلة الهادئة....
وفي الصباح التالي كان ابو طاهر اول المستيقظين....
لقد اعتاد على الذهاب الى المسجد لصلاة الفجر.....
واصبح الاستيقاظ المبكر عادة مستديمة فيه...
استيقظنا على صوته.....
- قوموا شباب قوموا......الصلاة ...الصلاة
صلينا وبدأ الصباح يشق الافق وقبة السماء....
صباح الظهرة بارد....
وما يزال بصيص النار في الموقد يتهادى وينشر الدفء...
قمنا بزيادة الرمث فوق النار فالتهب بسرعة....
القوري جاهز.....
لازم نفك الريق بكاسة شاي.....
قلنا لبعض:
انت يا ابو طاهر روح وحط الشبكة في مكانها وتعال....
وانت ياكمال روح بالاتجاه الثاني وحط شبكتك وتعال..
لازم ترجعون بسرعة....
ـأمامنا يوم طويل من العمل.....
لازم نكون عند الظهيرة جاهزين لبدء الصيد القادم...
ذهب ابو طاهر وكمال لنصب الشبكات.....
وذهبت مع ابو فايز لجمع بعض الحطب...
بينما قام محمد الرجب بفرم الخس للحجل داخل الاقفاص.
بعد ساعة من الزمان انتهينا من الشغل وجلسنا حول النار....
قال ابو فايز:
قوموا يا شباب تا نروح نسلّم ونزور أحد الاصدقاء ونرجع....
ركبنا السيارة واتجهنا شمالا.....
هناك تقع مضارب احد الاصدقاء من كبار مربّي الاغنام في البوكمال
انه المرحوم (( جدي الحمري )) احد كبار شخصيات قبيلة الحسون العريقة...
كان رجلا واسع الشهرة...كريما لا يجاريه في الكرم الا القليلون من الكرام...
وكان رجلا جميل المحيا مبتسم الوجه عظيم الجاه.
ما ان اقتربنا من البيت المخومس الخاص به....
حتى استمتعنا برؤية الاغنام اثناء حلبها...
وعلى باب الخيمة وقف الشيخ جدي الحمري - رحمه الله - مرحّبا بقدومنا...
وكانت حرارة الترحيب تكفي لاحترام هذا الشيخ الكريم....
دخلنا الى الشقّ......كان هناك موقد يتوسط البيت.....
وهناك صينية ضخمة مليئة باللبى (( الحليب الثخين عند الولادة )).
ودلّة عامرة بالقهوة اللذيذة....
قال الشيخ:
- يا اهل البيت.....خبز الصاج بسرعة...
حيانا بفرح كبير...فعادة هذا الرجل الشهم هي كذلك.....
وهو من سكان قرية الغبرة من الحمودي...
قال ضاحكا:
- اكيد هذول انتم اللي تطقّون بالليل؟؟؟سمعت طلقات الجفت
ليش ما جيتوني من البارحة؟؟؟
احنا اهل وابناء بلد وربع وديرة....
قلنا:
- ما عليك زود يا شيخ....بس انت تعرف ظروف الصيادين..
قال : حيّاكم الله ويا هلا ويامية مرحبا بيكم.
أكلنا اللبى الساخن مع خبز الصاج الشهي وجلسنا نتسامر....
كنا نعرف ان الشيخ جدي لن يتركنا نغادر قبل الغداء...
فسبقه عبد الرحمن الملا حميد وقال :
سايمين عليك جاه الله ان تسمح لنا بالذهاب...
احنا ترانا اهل بيت مو ضيوف...
وانشالله نزورك قبل رجوعنا للبلد....
وغدانا موجود بالخيمة...
فسمح لنا بالذهاب بعد ان وثق بكلامنا واننا سنزوره....
ما ان ركبنا السيارة حتى كانت هناك قدرية تتسع لعشرين كيلو
من الخاثر الثخين الحلو أمامنا....
...الهدية مقبولة من هذا الرجل الكريم
تابعنا طريق العودة.....
عند وصولنا الى الخيمة ...بدأنا بتحضير وجبة الغداء....
وهناك لحم خروف ومعاليق احضرناها معنا....
يجب ان يكون هناك حفلة شواء رائعة في هذا الجو الربيعي الساحر...
بعد نصف ساعة تقريبا....
اقترب منا صوت تركتور قادم....
واذ به أحد رعاة الشيخ جدي الحمري يحمل معه خروفا سمينا....
قال لنا:
طالما انكم حلفتم على الشيخ للسماح لكم بالخروج...
الا ان غداؤكم قد سمّي على اسمكم...
وهذا هو.....
وضع الخروف أمامنا ثم عاد راجعا...
ياله من رجل كريم.....
ربطنا الخروف بطرف الخيمة...
من العيب ان تردّ هدية الرجل الكريم...
تغدّينا بالارانب واللحم الموجود عندنا ثم ذهب بعدها ابو طاهر
وكمال الى حيث الشباك المنصوبة...
وجلست مع محمد الرجب نلفّ سجائر الدخان الفرط....
قال محمد:
- هذا التتن جابليّاه ابو عبدو الفرّان من اللاذقية
هاك اشرب منه...عليّ الحلال اطيب من المارلبورو...
عندما لفّيت منه سيجارة تظاهرت بأنه دخان رديء فقلت له مازحا :
- هذا مالبورو؟؟؟؟ عليم الله مثل صون الجحاش
قال:
- لالا جابوك شرّاب تتن...انت اشمعرفك بطعمة اثمك؟؟؟
قلت له:
- اذا انت مثل البغل..مستعد تشرب كل شي....
هاك تـتــنك ...أشخ بالقوطية....
قال عبد الرحمن:
- ها شبيكم مثل عجايز القرباط ما بي عندكم كلمة تفرح القلب؟؟؟
قال محمد:
- امانة عليك يا ابو فايز هاك ضوق هالسيكارة واعطيني رأيك...
أخذ ابو فايز السيكارة وغمزته لكي يقول عنها انها رديئة...
فقال ابو فايز:
- هاي سيجارة والا صون جحاش ؟؟؟؟
نزعها محمد الرجب من يده وقال في غضب:
- تلحس حلب انت وهالمنحوس
والله مابيكم اللي يعرف طعمة اثمه...
ضحكنا حتى استلقينا على ظهورنا....
قال محمد:
بالطلاق مابيكم اللي يضوق سيجارة مني اذا خلص التتن عندكم
ما عليش.....بكرة نتواجه...
عاد ابو طاهر وكمال ................
الرئيسية 
دخول 
الأحداث 
https://haky.ahlamontada.com 
س .و .ج 
بحـث 
الأعضاء 
التسجيل 
الابراج
