الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال

صفحة تعنى بما يهم منطقة البوكمال ريف ومدينة
 
الرئيسيةالرئيسية  دخولدخول  الأحداثالأحداث  https://haky.ahlamontada.comhttps://haky.ahlamontada.com  س .و .جس .و .ج  أحدث الصورأحدث الصور  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  

 

 البوكمال وفرنسا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيد الرجيب
Admin
Admin
سعيد الرجيب


الابراج الابراج : الدلو
المساهمات : 324

تاريخ التسجيل : 17/07/2020
العمر : 68
الموقع : https://haky.ahlamontada.com

البوكمال وفرنسا Empty
مُساهمةموضوع: البوكمال وفرنسا   البوكمال وفرنسا Emptyالخميس يوليو 30, 2020 6:04 pm

دخول القوات الفرنسية واحتلالها لسورية



دخلت القوات الفرنسية الى سورية بعد معركة ميسلون في تموز من عام 1920 وبقوات تقدر بخمسة وعشرين الفا من من الرجال المدججين بمختلف انواع الاسلحة الثقيلة والطائرات والمدرعات والاليات، ودخلوا ومعظمهم من الفرنسيين ومعهم مجموعة من السنغاليين والافارقة وقد قامت القوات الفرنسية فيما بعد بتجنيد الاف السوريين واللبنانيين، ومنهم (290) ضابطا عربيا وجلبت القوات الفرنسية (300) من الفرقة الكلدانية الاشورية وقامت بتدريبهم على اعمال الترجمة والادارة.

وكان نصيب مدينة (البوكمال) من هذه الفرقة (السرجان «اسحاق كليكوف» الذي عاش في مدينة البوكمال وسكنها احافده»).





الجيش الفرنسي ودخوله الى «مدينة البوكمال»



دخلت القوات الفرنسية مدينة البوكمال في عام (1921)، وفور وصولها استولت على خان النقيب وحولته الى ثكنة عسكرية، وقامت ايضا بالاستيلاء على مقهى صغير بجانب دار للحكومة العثمانية السابقة ونصبت خيمة تخص الاستخبارات الفرنسية.

وقد سلمت قيادة الاستخبارات لضابط فرنسي وشكلوا فرقا سرية لجمع المعلومات الاستخبارية، وقاموا بادخال عناصر محلية في المفارز العسكرية وسلك الشرطة، وقامت الاستخبارات الفرنسية بتجنيد خمسين رجلا من ابناء المنطقة لدعم الاستخبارات والقيام بالدوريات واعتقال المطلوبين والقيام بالحراسة للمسؤولين الفرنسيين وتمت تسميتهم بـ (العسكر السيار) (القورد موبيل)، وكذلك اقاموا مكتبا (للميرة) مهمته زراعة الحبوب وجمعها وسلموا قيادته لشخص مدني وترأسه (الفرد فوكو).

وكذلك قام الفرنسيون باجراء احصاء للسكان وذلك عام (1922م) وجددت سجلات الأحوال المدنية، ولقد تركوا الادارات العامة كالقائمقامية بيد العرب ودون سلطة تذكر.

نعمت المنطقة بهدوء نسبي وذلك لمدة عامين تقريبا حيث قام الفرنسيون بخوض تجربه الجيش البريطاني وذلك بالتقرب من السكان ومخالطتهم وعاملوهم معاملة متميزة وذلك تقليدا لما كان يقوم به الجيش الانكليزي على الفرات وكانوا يوزعون الحلوى على الاطفال ويجوبون مضارب البدو.

وقام كذلك الفرنسيون بتشجيع القبائل وعشائر سورية بالاغارة على عشائر وقبائل العراق وكذلك قام الانكليز بتشجيع القبائل العراقية بالغزو على القبائل والعشائر السورية ونذكر منها على سبيل المثال (غزو العقيدات للدليم والعكس).

وبعد فترة من الوقت تكشف زيف الفرنسيين بممارستهم للظلم وتبين ذلك جليلا في معاهدة (سايكس - بيكو) عندما قام الانكليز وبمساندة وموازرة الفرنسيين باعطاء فلسطين على طبق من ذهب لليهود وتزويدهم بسلاح وعتاد لا يمتلكه العرب قاطبة وخروج العرب من مناصر الأوروبيين ضد العثمانيين بخفي حنين.

لقد بدأ التحرك ضد الفرنسيين بداية عندما قام (قيادة سنجق دير الزور) بالاتصال بزعماء العشائر في محافظة دير الزور وهذا السنجق قد رحل الى مدينة (ماردين) التركية وهم: (الشيخ عجمي السعدون من قبائل المنتفج) وايوب بك رئيس البلدية في دير الزور وتوفيق الشلبي الخبير بالشؤون المالية في المحافظة، ونهاد باشا القائد العسكري التركي لمنطقة ماردين حيث قامت بتزويد العشائر القليل من السلاح وتؤلبهم على الفرنسيين ولعب دورا مهما في هذه الفترة عجمي السعدون في تأليب العشائر من قيادة ماردين وشخصية ليبية هو احمد السنوسي.

وبدأت تحرك عشائر المنطقة حيث قام الشيخ (رجا الدندل) ومعه قوام خمسين فارسا يكمن في النهار ويتحرك بالليل حتى وصل الى قيادة ماردين وقابل عجمي السعدون باشا، واتفقوا على عدم تحرك قبيلة العقيدات ضد الفرنسيين الا عندما يتحرك الشيخ (حاكم ابن مهيد) شيخ قبيلة الفدعان من قبيلة عنزة، وقد ثار ابن مهيد ضد الفرنسيين مع عشائر حلب وذلك في الفترة من العاشر من آب 1921 الى السابع عشر من كانون الأول عام 1921م ووصول الى مشارف حلب ولكن للاسف خذلته القيادة التركية ولم تلتزم بما وعدت به من المدافع والعتاد والسلاح.

وفقدت المنطقة بأي أمل للثورة ضد الفرنسيين وتوفي الشيخ عجمي السعدون في تركيا وقال احدهم فيه شعرا:



القاطر الزرقا ترزم مع النوق

حنينها أودع بنفسي هوايا

تبكي ولدها مفارقة عاقها عوق

وأنا أبكي على الصنديد ذيب السرايا

مدري حدر ولا جلس فوق

أو وين تدوي فيه ربع الهفايا



القيادة الفرنسية في (مدينة البوكمال)



يطلق اهل البوكمال على المسؤول الفرنسي الأول اسم (المستشار) ومن اشهرهم في منطقة البوكمال (لومال) وتاكه (أبو خنجر) (وبرسيل) و (سوبير بيال).

لقد قامت القوات الفرنسية بملاحقة الفلاحين والمزارعين والفقراء في ارزاقهم، وتجاوزت تصرفات (الميرة) باجبار الفلاحين بزراعة الحبوب وتوريدها للميرة بسعر (خمس ليرات) للكيس الواحد من القمح، وقد قامت القوات الفرنسية بالزام مخاتير البوكمال وبأمر من فوكو بتنظيم جدول للمساحات المزروعة في مدينة البوكمال وتقدير الحاصل قبل زراعة البيدر، وقام عناصر الميرة بمداهمة البيوت للبحث عن القمح وكذلك يجوبون القرى وبيدهم قضبان من الحديد لكشف القمح في الارض (الجفر) وقد قام اهالي البوكمال بمظاهرة جابت شوارع المدينة تطالب بسقوط الفرنسيين، والمطالبة بتنحية فوكو.

وكذلك هناك ضريبة فرضها الفرنسيون على الرجال البالغين تسمى (الكروزة) مقدارها ثلاث ليرات للفرد الواحد، بالاضافة الى ضريبة المواشي (الكودة) ولقد دفع الشعب السوري معظم تكاليف الجيش الفرنسي (جيش الشرق) واكتفى الجيش ذاتيا والدليل على ذلك بقاء هذا الجيش متماسكا حتى بعد احتلال المانيا باريس في الحرب العالمية الثانية.



أحداث عام (1932 - 1933م)



بدأت هذه الاحداث بتعنت المستشار الفرنسي (تاكة - ابو خنجر) واذلاله للمواطنين في منطقة البوكمال، وفرضت جزية على المحمد الحسون وهم فخذ من عشيرة الحسون قدرها تسعون ليرة ذهبية، وخمسة وعشرون بندقية، وذلك بسبب اشتباك حدث بينهم وبين الجيش الفرنسية في قرية الباغوز، واخذت عناصر العسكر السيار تجوب القرى تخويفا للمواطنين وعندما مرت احدى الدوريات بقرية السويعية تعرضت لوابل من الرصاص اطلق عليها من حقل كثيف للذرة، فجرح عسكري وقتل حصانه فاصدر (الشيخ مشرف الدندل) اوامره لقرى البوكمال باخذ الحيطة والحذر وقال لهم... (اما ان تقصفكم القوات الفرنسية بالطائرات او ان تصل حملة قوية من ديرالزور وفي تلك الحالة يجب التصدي لها عند مشارف دير الزور).

وبالفعل قدمت قوة فرنسية من ديرالزور قوامها ثلاثون سيارة مصفحة بعد غروب الشمس واصبحت عند مشارف ديرالزور عند منطقة السكرية الجديدة، وكمن لها بعض الرجال وسدوا الطريق بالحجارة وتوقفت القوة للاستطلاع وعندها اطلق عليهم وابل من الرصاص وقتل قائد القوة وهو الكابتن (شوفليه) مع مجموعة من الجنود وعادت القوة خائبة الى ديرالزور.

وقد قال المرحوم عبود الشريف رحمه الله (وكان متطوعا في الجيش الفرنسي).... (سمعنا اطلاقا كثيفا من النار شمال المدينة حيث كنا في برج المراقبة للثكنة ولم نجرؤ على الخروج على الرغم من الطلقات الخطاطة من القوة تطلب المساندة والنجدة، وفجأة انطلقت طلقة خطاطة وبلون خاص فقال قائدنا المباشر قتل قائد الكتيبة، وفي الصباح الباكر ذهبنا الى موقع الاشتباك ولم نجد الا اثار الدماء وعادت الحملة الى دير الزور ومعها الضابط القتيل).

وجن جنون الفرنسيين فاخذت الطائرات تلقي بالمناشير وعلى القرى وتطلب من الشيخ مشرف الدندل ومن العشائر التي تدين بالولاء له تسليم منفذي الهجوم لمحاكمتهم، والا تعرضت المنطقة بكاملها للقصف الجوي، وأقسم الشيخ مشرف الدندل بانه لن يسلم احدا من منفذي الهجوم وقام بالهرب الى العراق وذلك عام 1933 وذلك حتى لا تجبره القوات الفرنسية على تسليم من قاموا بمهاجمة القوة الفرنسية ولم يعد الا بعد عام 1941 مع أفراد أسرته، وكتمت المنطقة اسماء منفذي الهجوم ولم تعرفهم القوات الفرنسية حتى يومنا هذا.



القيادة الفيشية والديغولية



دخلت فرنسا الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا، ولكن خسرت الحرب وتم احتلال باريس في حزيران عام 1940 وسلمت قيادة الجيش الفرنسي للفيشيين المواليين للألمان، ولكن في الخارج تشكلت حركات تحرر لتحرير فرنسا وحظيت بدعم من الحلفاء وخاصة بريطانيا.

وبدأ الصراع بين هاتين الحركتين الفرنسيتيين (الفيشية والديغولية) لكسب وتأييد الجيش الفرنسي في سورية الذي يعتمد نظاما صارما ويعتمد كليا على نفسه في سورية وذلك بتعداد قوامه (35417) من الرجال المزودين باسلحة كافية بقيادة الجنرال (دانتير) الذي التزم جانب الفيشيين في فرنسا المحتلة، وعزز الالمان هذه القوة بطائرات مقاتلة حطت في مطار حلب ودمشق، وبالمقابل قام البريطانيون حشد لقواتهم عند نهر الليطاني من لبنان وفي الكسوة وازرع عند مشارف دمشق وتأهبت القوات البريطانية في العراق لدخول سورية ورسمت تلك القوات كيفية الدخول بخطة اسمتها خطة (ماري) وذلك في نيسان من عام 1941م وعجزت القوات الفيشية باقناع تركيا بالسماح لها بجلب الاسلحة والتعزيزات براً من فرنسا وشغلت (منطقة البوكمال) بتهريب السلاح الى العراق لمساعدة رشيد عالي الكيلاني في الثورة التي كان يعد لها مع ضباط الجيش العراقي وذلك بمساعدة من الالمان.

وفشلت تلك الثورة ومر الهاربون من جحيمها عبر مدينة البوكمال كما مر الجرحى كذلك ونذكر منهم (حمد صعب، وحمد هلال، وكذلك مرت كتيبة فوزي القاقوجي عبر البوكمال قادمة من العراق الى سورية).

وقامت القوات البريطانية بتنفيذ خطة (ماري) وتدفقت القوات البريطانية عبر الفرات الى الشمال والغرب مرورا بالبوكمال، وعندها قام الفيشيون وقوات فوزي القاوقجي برد القوات البريطانية وعندها قامت القوات البريطانية بقصف المدينة بالطائرات والمدافع، وهرب السكان منها وتدخلت الشخصيات الكبيرة لوقف هذا القصف فلم تفلح وتابعت القوات البريطانية التقدم ووصلت الى دير الزور فتعرضت للقصف من قبل الطائرات الألمانية.

وقام الفيشيون بمفاوضات مع البريطانيون في كنيسة القديس يوحنا بعمان واسفر الاتفاق عن انسحاب الفيشيين من سوريا بواسطة البواخر من الموانئ السورية، وقامت هذه القوات قبل الانسحاب بنسف (عبارة القطعة في البوكمال، جسر البصيرة).

وكانت القيادة الديغولية قبل ان تسيطر على سورية وعدت بالاستقلال للسوريين عندما تقف العناصر الوطنية والمقاومين بجانب القيادة الديغولية وذلك في برقية ووجها القائد العام لقوات فرنسا الجنرال ديغول ووصل ديغول الى سوريا بعد رحيل الفيشيين في 26 تموز عام 1941، والقى خطابا في جامعة دمشق كما زار حامية دير الزور ولم يتطرق الى وعده الذي قطعه للسوريين فشهدت سورية من اقصاها الى ادناها احادثا دامية في تشرين الثاني من عام 1941.

واخذت مدينة البوكمال نصيبها كباقي المدن السورية وقامت بالايعاز الى احد مخاتير المنطقة وهو عميل لهم بتوجيه رسالة باسهم اهالي مدينة البوكمال يطلبون من القوات الفرنسية البقاء في مدينتهم وذلك في خطاب وجه للقيادة القوات الفرنسية ومما اغضب اهالي المنطقة وارسلوا برقية معاكسة تطالبهم بالرحيل ووقع عليها اعيان المنطقة وشيوخها ومخاتير المنطقة.. فجن جنون الفرنسيين وقامت باعتقال الموقعين على العريضة التي وجهت للقوات الفرنسية وتطالبهم بمغادرة دير الزور والبوكمال وتم سجنهم في مقر الأمن العام الفرنسي، وقد قام المرحوم (شريف النهار) بتأمين الطعام ولوازم النوم للمعتقلين طيلة مدة الحبس الذي قضوه شهراً في المركز.



معركة المسلخة عام 1942



بدأت القوات الفرنسية بارهاب المواطنين في مدينة البوكمال وذلك لغاية في نفسها واضهاد قوة وجبروت القوات الفرنسية وبدأت الحملة وبدأت تجوب على قرى الشامية، حتى وصلت الى قرية المسلخة وتم تفتيش منزل (كسار الصياح) وهو خال من الرجال ولا تدري ان الرجال يكمنون في الوديان والسواقي فاعترضوا أمرأة فضربها احد الرجال بسوط واستغاثت فانهال عليها الرصاص من كل مكان ودارت معركة شرسة بين الدميم والقوات الفرنسية فقتل ضابط ومساعد وضابط من القيادة وكما قتل خمسون من الجنود الفرنسيين وطوفت جثثهم في النهر طعاما للاسماك ووصلت النجدة من البقعان والقرى المجاورة وذهبت الحملة تجر خيبتها وتحمل الجرحى.

سمع الضابط الفرنسي المسؤول في البوكمال عما جرى فاستنفر العسكر السيار وبقية الجند، فاسرع باعتقال الشيخ (فارس الصياح والشيخ كسار الصياح) ثم افرج عن فارس الصياح وبقي كسار الصياح اسيرا لدى الفرنسيين ثم هاجت المنطقة باكملها، ولكن طلب فارس الصياح من الناس التفرق لانه اخذ واعدا من الفرنسيين باخراج كسار الصياح وعدم المساس به شريطة ان ترجع العشائر الثائرة، وعندما هدأ الموقف اخذ المجرم (سوبير بيال) سلاحه وقتل كسار الصياح وهو اعزل وحملت جثة الشهيد سرا الى دير الزور وهرب (سوبير بيال) فيما عيدت جثة كسار الى البوكال وسجل الفرنسيين في البوكمال سابقة لا مثيل لها من الاخلاف في الوعود والغدر الجبان.



يوم الاستقلال



في يوم التاسع والعشرين من ايار عام 1954، وعلمت مدينة البوكمال بما يجري في عموم سورية وخرجت العشائر ودجالات المدينة باكملها الى الشوارع وهي تحمل السلاح علانية وانزل العلم الفرنسي ورفع العلم السوري رغم الطائرات الفرنسية ومدراعاتها ونصبت الرشاشات الفرنسية على اسطح المنازل وفي الأماكن الحساسة.

وكان هناك تراخ من قيادات الجيش وخاصة من الملازم أول سليم الاصيل والملازم صبحي بنود وقائد الدرك نوري بدوي، وكان الموقف غامضا على الناس لسببين:

1- الدعاية القوية التي بثتها القوات الفرنسية بانها باقية وكان قد بثتها المخابرات الفرنسية بقيادة (فير ميلان)، وان مستقبل المتطوعين في الجبش الفرنسي مضمون ووعد بالهدايا والعطايا.

2- تصميم الشعب السوري باكملة على الاستقلال مهما بلغت التضحيات.

ولما علم الفرنسييين بحرج الموقف في (مدينة البوكمال) استبدلوا القائد الملازم احمد العظم وارسلوا بدلا عنه الملازم اول سليم الاصيل الذي استطلع الموقف بنفسه ووجده صعبا للغاية وان المذبحة قادمة... واصر الملازم اول سليم الاصيل على الانظمام الى القوى الوطنية فدارت المفاوضات بينهم وبين الشيخ (مشرف الدندل) الذي عاد من العراق وبين اهالي البوكمال ومفتي المدينة وهنا سرت شائعة بان المتظاهرين ينون الزحف على الثكنة واسر الجنود والضباط وتم الاتفاق سراً بين الضباط وقيادة المظاهرة على التفاصيل سرا بحيث تقوم القوات الوطنية باعتقال الضباط.

واندفعت الجماهير الى ابواب الثكنة والرصاص ينهمر فوقها وصوبت بعض العناصر الخائنة الرصاص على المتظاهرين وجرح المرحوم عبدالله الدبس جرحاً عميقاً كما جرح ايضا محمد طه العساف وتم السيطرة على مطلق النار والذي يتحصنون برشاشاتهم فوق الثكنة.

وانضمت العناصر الوطنية الى الاهالي وقام الملازم سليم الاصيل والملازم صبحي بنود برفع العلم السوري فوق الثكنة في (مدينة البوكمال) بحضور اهل المدينة وشيوخها ورؤساء العشائر، وتم ارسال برقية استقلال البوكمال وسط فرحة الاهالي بما حقوقه بعد خمسة وعشرين عاما من الذل والاستعباد من القوات الفرنسية.

وبعد ان تمت السيطرة على الثكنة اندفعت الجماهير لتحاصر مسؤول الامن الذين وجدوه يتحصن في منزله ومعه ستة وعشرين رجلا من الجرحى فاخذوا يطلقون النار على الناس محذرين اياهم من الاقتراب ولكن تم تسور سور المنزل عندما تخاذل الحراس عن الدفاع عنه واخذ يطلق النار على الناس ولكنه اخيرا استسلم وتسمله الحاج (المرحوم علي الحاج) وسلمه الى قائد الدرك الذي ارسله مخفورا الى دير الزور، وسلم للقيادة الفرنسية ولم يغدر به اهل البوكمال ويقلتونه كما فعل الفرنسيين وتناسا اهل البوكمال بطيبتهم المعهودة ما فعله بهم الفرنسيين وما اذاقوهم من تعذيب واضطهاد.

وحلقت الطائرات الفرنسية في اليوم التالي ولكنها قابلتها الرشاشات فارتدت خائبة وهددت بانها ستقتحم (مدينة البوكمال من البر) ولكنها لم تستطع وذلك للالتفاف الذي جرى بين الاهالي والقيادة الوطنية.. ومع هذا الفراغ بعد التحرير تشكلت لجان شعبية للدفاع واخرى للمالية، واخرى لحفظ الامن وجعلت رئاسة هذه اللجان برئاسة (الشيخ دحام الدندل).

ومن مآثر الحكومة المؤقتة في البوكمال دفع رواتب الجنود والضباط في حامية البوكمال من تبرعات المواطنين وكانت على اتصال دائم مع محافظ ديرالزور السيد محمد غالب ميروز حتى تسلمت الحكومة السورية مقاليد الامور في كل سورية.



@@@@@@@
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://haky.ahlamontada.com
 
البوكمال وفرنسا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال :: الفئة الأولى :: من الذاكرة القديمة-
انتقل الى: