الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال

صفحة تعنى بما يهم منطقة البوكمال ريف ومدينة
 
الرئيسيةالرئيسية  دخولدخول  الأحداثالأحداث  https://haky.ahlamontada.comhttps://haky.ahlamontada.com  س .و .جس .و .ج  أحدث الصورأحدث الصور  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  

 

 البيضنجاناية المعدسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيد الرجيب
Admin
Admin
سعيد الرجيب


الابراج الابراج : الدلو
المساهمات : 324

تاريخ التسجيل : 17/07/2020
العمر : 68
الموقع : https://haky.ahlamontada.com

البيضنجاناية المعدسة  Empty
مُساهمةموضوع: البيضنجاناية المعدسة    البيضنجاناية المعدسة  Emptyالخميس يوليو 30, 2020 6:10 pm

البيضنجاناية المعدسة


قصة من صميم التراث البوكمال لا تدخل فيه التعليقات التي تجرده من محتواه وعفويته.


او الملاحظات التي تقلل من كونه تراثا شعبيا.


المكان: احدى محلات صنع وبيع الفراوي بالبوكمال في الخمسينات.


( كانت المحلات وقتها قليلة ويفصل بينها جدران طويلة وخرائب واراضي مهجورة.


والبعض الاخر كان قريب وملتصق مع غيره ).


كان أكثر صانعي الفراوي بالبوكمال - وما يزالون - قادمون من حماة ومعرة النعمان.


منهم من جاء لمزاولة مهنة الاحذية ومنهم من جاء لمهنة الفراوي ولوازمها.


وكان منهم من جاء مع عائلته...أو جاء أعزب ليعمل بمفرده.


يشتد الطلب على الفراوي في فصل الشتاء - موسم البرد - فيضطر المعراويين


للعمل حتى ساعة متأخرة من الليل لتلبية الطلبات المتزايدة.


يوجد داخل كل محل صوبة وطباخ ولوازم طبخ وشاي ومنامة...فالوقت ثمين


وكثيرا ما كانوا يقضون الليالي وهم يستمعون الى الراديو كأنيس لوحدتهم.


تلك الليلة الليلاء كان طنبرة (( رجل أعمى- يزور البوكمال باستمرار وخصوصا في رمضان


لايقاظ الصائمين...وهو رجل حكيم ذو خبرة ودهاء واسعين..له اصدقاء ومعارف كثيرون جدا


في البوكمال ويتمتع بروح النكتة والمقالب المثيرة..وهو رجل دخل التراث البوكمالي


من اوسع الابواب .وهو شاعر ومحدّث من الطراز الأول - رحمه الله - )).


كان تلك الليلة ساهرا مع أحد المعراويين العزابية للتسلية والسهر والانس.


قام المعراوي بطبخ قدرية من الشوربا - على الطريقة المعراوية - وأكثر فيها من العصفر


....ثم تعشى هو وطنبرة..وحطوا القوري عالصوبة لصنع الشاي.


بدأ المعراوي يعمل وطنبرة مجضوع قدامه عالصوبة وبدأ يحكي للمعراوي قصص ممتعة


وطويلة ومدهشة..وهم في أسعد لحظات الهناء.


بعد ساعة من الزمان...شعر طنبرة بأن بطنه انتفخت من كثر ما رص فيها من الشوربا.


فنهض من مكانه واتجه الى الخرابة المحاذية للدكان لقضاء حاجته..


وما ان جلس حتى انفلتت بطنه وزرب زربة بحجم غطاوة البرميل ثم عاد الى المحل.


وتابع سرد قصته للمعراوي المنهمك في عمله .


في هذه الاثناء تسلل أحد اللصوص ليسرق ما يعثر عليه في طريقه.


فسمع صوتا هامسا من داخل محل المعراوي....فتقدم بخطوات بطيئة لاستطلاع الامر


وكان باب المحل خشبيا وبه شقوق استطاع ان ينظر من خلالها ليجد طنبرة مجضوع


قدام الصوبة وهو مستدفي ويسولف والمعراوي قدامه جاي يشتغل بالفروة.


عرف الحرامي انهم سهرانين فانتهز الفرصة وتسلل من جهة الخرابة ليدخل الى داخل


محل المعراوي من الحايط الواطي بالجهة الخلفية للمحل فهناك غرفة يسكن بها المعراوي


فظن الحرامي ان فلوس المعراوي هناك...فأراد سرقتها.


دخل الى الخرابة وكانت الليلة قمراء فرأى على الارض شيئا يلمع على ضوء القمر.


فظن ان هذا الشيء اللامع هو قطعة من معدن اصفر ثمين... فحاول ان يحملها....!!!!


وما ان مد يده اليها حتى غاصت في هذا المزيج السيء من زربة طنبرة.


عرف حالا انها من دباير طنبرة فانزعج وقرر الانتقام .


وجد على الرصيف بيضنجاناية معدسة وخربانة ومرمية بين كومة من البيضنجان.


فحملها برفق وتسلل الى باب محل المعراوي...كان هناك فتحة صغيرة بمحاذا الباب للتهوية.


وكان طنبرة مجضوع ومنطي ظهره للباب ودفيان على حرارة الصوبة.


نفخ الحرامي بيده ثم ضرب طنبرة بالبيضنجاناية فوقعت على مؤخرة رأسه من عند الرقبة.


فوجيء طنبرة بالضربة وكاد ان يجن....فليس اصعب من عنصر المفاجأة...


البيضنجاناية تطايرت شظاياها في كل ارجاء المحل...


مد طنبرة يده الى حيث مركز الضربة فأحس بكتلة من البيضنجان الممرود خرجت


في يده فظن ان مخّه قد تطاير من قحف رأسه...


فصرخ صرخة مدويّة 0 ايقظت كل الجيران - :


- يايما طار مخي...


وبدأ يرافس برجليه ويديه كمن سيموت بعد لحظات.


ما ان رأى المعراوي هذه الحالة اللا عالحال ولا عالبال حتى أيقن بدون ادنى شك


ان طنبرة ميت لا محالة وان اصابع التهمة قد تمتد اليه لوجوده معه.


فنهض من مكانه مرعوبا واتجه الى غرفته ليحمل الخفيف من الحاجات وينطلق


نحو الكراج للهرب الى المعرة..فلم تعد ارض البوكمال تتسع لمصيبته.


كان الحرامي يتابع المنظر من شقوق الباب..فلما أحس بأن القصة اكتملت


وانه استحكم في الانتقام من طنبرة غادر المكان وعاد الى بيته.


أما طنبرة فبقي وحيدا يدافر في الدكان منتظرا الموت...


ولكن؟؟؟ أي موت ؟؟؟ الشغلة ليست اكثر من بيضنجانة ما توجع.


عندما برد عليه الصواب أعاد تلمّس ما بقي على رقبته فوجد انها بيضنجاناية.


ولم يكن هناك الم او دماء فقد زال كل شيء بسرعة.


نادى على المعراوي...ولكن؟؟؟ المعراوي في طريقه للمعرة.


في اليوم الثالث اتصل المعراوي مع أحد معارفه في البوكمال وسأله: 


- شالم فاتحة طنبرة؟؟؟


فضحك المعراوي وقال:


- لك شو فاتحة ما فاتحة...ليكو طنبرة قاعد على باب دكانك يستناك.


ولما عاد المعراوي قال لطنبرة:


- خيو...يرحم عرضك لا بقى تشوّفني وجهك..


روح شوف لك مكان غير محلي..


شكرا لمتابعتكم


سعيد الرجيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://haky.ahlamontada.com
 
البيضنجاناية المعدسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال :: الفئة الأولى :: من الذاكرة القديمة-
انتقل الى: