العارفة

موضوع: العارفة الخميس يوليو 30, 2020 6:20 pm

:: العارفة ::

لا تزال بعض المجتمعات المحلية في "دير الزور" بالرغم من تطورها، وخاصة في الأرياف لاتلجأ إلى سلطات قضائية، ولكنها تحل بعض أشكال معالجة النزاع بالذهاب إلى العارفة، هذا ماقاله /العارفة/"حسين الحمدان" /75/

«ويعتبر/العارفة/ شخص مخول لدى تلك المجتمعات لحل النزاعات وفق مايدلي عليه المتخاصمون، وهي تتوارث من الاجداد،ولدى حضور الطرفين المتنازعين يعرض الصلح عليهم، فإن رفضوا يطلب من المدعي أن يدلي بادعائه، ثم يطلب من المدعى عليه أن يقدم دفاعه عن نفسه ثم يستمع إلى شهادة الشهود، وعليه أن يتأكد من صدقهم وأن يطلب بتزكيتهم من أقربائهم وشيخ عشيرتهم، ولا يتسامح العارفة مع الشهادة الكاذبة حيث يمنع من ثبت عليه الكذب في الشهادة أن يدلي بشهادة بعدها وتنحط منزلته الاجتماعية ويدعى بما يعرف محليا (بالمقموع) أي لا تقبل له شهادة أبدا».

ويتابع"الحمدان"«بعد سماع المدعين والشهود يصدر حكمه في القضية المتنازع عليها ويتوخى الحذر ومرضاة الله عز وجل، فإن رفض أحد المنازعين الحكم يزود الطرف الثاني بنص الحكم ليتقاضى الطرفين عند /عارفة/ آخر، (بمايشبه محكمة الاستئناف) فإن لم يرض أي من الطرفين بالحكم ذهبوا لآخر مرة إلى /عارفة/ آخر ليكون حكمه هو الفصل في القضية أي ( أشبه بمحكمة النقض)».

«إن أغلب القضايا التي يتم عرضها على العارفة تتعلق بالمنازعات على الأراضي الزراعية، وقضايا الثأر و قضايا الدية والزواج والطلاق والمهور، وغالبا ما يبت بها بجلسة واحدة ترضي الطرفين، إذ أن واجب العارفة هو إقامة القسط أي توفير العدل والأمان لجميع الأطراف بما في ذلك الشهود».

«أما المنازعات الجماعية فستغرق وقتا لا بأس به، لأن عليه الصبر من أجل إقناع جميع الأطراف المتنازعة بالحل حيث توجد في مثل هذه النزاعات التباسات كثيرة».

«وبحكم مجلس العرف قواعد محترمة بصرامة حيث يشترك الجميع في الجلوس على الأرض بمعزل عن المنزلة الاجتماعية وعليهم التزام الصمت حتى يتكلم العارفة فيطلب من الجهة المدعية الكلام، وحينها يتقدم المدعي ويجثوا على ركبتيه أمام العارفة، ويدلي بحجته دون أن يستخدم يديه في الإشارة ويتجنب الألفاظ البذيئة والشتائم»..