دبشي وعربانة وحمال

قبل ست ساعات تقريبا...

كتبت لكم املاح وعربانة وحمال.

وكانت الردود عليها متفاوتة بين مؤيد ومتسائل وناصح ومنتقد.

هذا واقع المنتديات.

وكلها امور طبيعية وظواهر صحية .

اريد ان اكمل قصتي التالية بنفس التصميم والقناعة على المتابعة .

كانت مشاركتي السابقة في الثانية عشرة ظهرا.

جئت الى الانترنت لتدوين المشاركة...ثم انتظرت الى الثانية ظهرا.

خرجت الى البيت...

حان وقت الغداء.

على طريقي.... وبالتحديد في قرنة بيت سعيد ارو..

(( يعرفها اهل البوكمال ))...

يوجد بياع دبشي من بيت شيخو...

منظره يدل على انه (( على بركة الله )).

كان ينادي على الدبشي بصوت مميز...

يقوم بمد الياء في نهاية كلمة دبشي لتصبح طويلة ومتناسبة مع الاعلان:

دبشيييييييييييييييييييييييييييييييي.....بعشرة الدبشيييييييييييييييييييييييييييييي

قلت:

خليني اشتري دبشيتين للاولاد من هذا المسكين.

وضعها في الميزان..كانت 17 و5 كغ..

فورا قال لي:

180 ورقة...

لطش خمسة عينك عينك..

قلت : ماشي.

نظرت شمال يمين...

اريد حمال..

يبدو ان حظي مع الحمالين سيء هذا اليوم.

ها هو...

واذ به طفل اخر... يدفع عربانة قد انفرطت بها البيليا في الدولاب.

واصبحت تتأرجح يمنة ويسرة.

نجخني قلبي...

قلت: وحياة المعوّدين الا يصير فلم اخر.

ناديته:

- باين على عربانتك تضلع مثل حظي ابو الحظات ؟

- لا ...

عربانتي كل شي مابيها..

لا تخاف.... الدولاب صحيح اعوج بس انا واثق منها الف بالمية.

قلت ضاحكا:

- والله نسبة الف بالمية مقبولة.

امري لله ..شيل يابا شيل.

مشينا في الشارع العام..حركة مرور قوية بالشارع.

اخونا الحمال واثق من نفسه كثير..

صار يتمايل بين السيارات بكل نجاح وعزيمة.

صرت ادردش معه...

- انت منين؟؟

قال : من الجزيرة

(( تظاهرت له بأني لا أعرفها ))..

فقلت له:

- من الجزيرة الوثائقية او من الجزيرة الرياضية.

قال:

لا ..لا...بس تقطع الجسر احنا بسد الطاحونة.

قلت له:

ايوة ...يعني قريبين عالرقة؟

ثم ساد صمت...............

وصلنا الى قرنة اهل عنتر الوسمي.

هناك مفرق اربع شوارع انا اسميه - مفرق سلاحف النينجا - .

ازدحم السير ..والحمال يمشي..ودولاب العربانة يوصوص...وص وص وص وص وص

يروح يمنة ويسار.

مثل نواعير حماة.

اراد الحمال ان ينعطف الى اليسار ليتجاو ز السيارة القادمة.

فتأرجح دولاب العربانة وفقد السيطرة على التوازن.

مال الدبشي الى اليسار بسرعة وسقطت واحدة..

تدحرجت ككرة القدم واذ بها في وسط الشارع.

كانت هناك طرطورة قادمة بسرعة من الجهة الثانية..

لم يكد السائق ان يضع رجله على الفريم الا والدبشية خرجت من مؤخرة الطرطورة.

وهي مثل الفروجة المنتوفة..

ههههههههههههههههههههههه

لقد طار ثلاثة ارباعها..

كانت بطيخة .. فاصبحت :

بطيـــــــــــــــــــ خخخخخخخخخخخخخة

خلاص انتهى...

لقد تطايرت شظاياها ولم يبقى منها غير الاماكن.

طار عقل الحمال..

هناك غرامة اكيدة بانتظاره..

اصبح انفه يشفط تلقائيا..

يخرج جرس من الفتحة اليمنى فيسحبه..

ثم يخرج اخر من اليمين فيسحبه.

وعندما ضاعت الطاسة اصبح منخريه في علاقة حميمة مع الاجراس.

هدّ أت من روعه.

قلت له:

فداك يا حلو..

ياما كسّر الجمّال بطيخ.

قلت:

صف عاليمين يا حبيب..

فصف العربانة الى اليمين.

قلت له:

هيا الى التفاوض..

قال:

والله معد الحج اجعد العربانة..

قلت:

لا لا لا..

مو هذا قصدي..

ليش ما قلت لي يا ابن الكلب من البداية انك من الجزيرة مباشر.؟؟

على الاقل نبعث معاك سلام لعصام بن جدّو؟

خذ هاي خمس ورقات..فنحن في منتصف الطريق بين بيتنا ومكان الحادث.

دق مرش..وشغّل عربانتك وتوكل على الله.

ما صدّق الولد انه سمع هذا الكلام..

فاختفى بعيدا وصوت دولابه اخو اليوصّ ما زال مسموعا.

لقد عرفت من وقتها ان نسبة الثقة عندما تصير الف بالمية تصبح ثقة مغشوشة.

حملت الدبشية الثانية على صدري .

قلت لنفسي:

او نصل انا والدبشية سالمين الى البيت..

او نبحث عن مراسل اخر للجزيرة موبايل.

» دبشي النبعية