ستكون باكورة القصص التراثية في هذه الزاوية الجديدة
ما سأ رويه لكم عن مشاهداتي وذكرياتي في هذه الرحلة الطريفة.....
وهي لا تدخل في القصص - ذات الارقام - بل هي عامة للتصفح:
سعيد الرجيب
عبد الرحمن ملا حميّد -ابو فايز-
محمد رجب الكركز الراوي
ابو طاهر الكردي
كمال الكردي
هم شخصيات الرحلة الممتعة التي قمنا بها في عام 1988 م.
كان ذلك في شهر اذار ....بداية الربيع.
ركبنا سيارة عبد الرحمن الملا حميد - مرسيدس 220 اس زرقاء اللون.
وربطنا لوازم الرحلة وما نحتاجه من أدوات للصيد واتجهنا الى سد الوعر.
وصلنا الى - مقطاع مسهوج - عصر ذلك اليوم الربيعي الجميل.
ولم يبق امامنا سوى السير بمحاذاة - شعيب الوعر - البالغ الصعوبة...
قاصدين منطقة تسمى - الكواشف - وتبعد 15 كم عن السد...
هناك مغارة يقال لها - مغارة ابن بري - تقع في قمة جبل شامخ.
تم نصب الخيمة اسفل الجبل وبالقرب من الوادي الصخري الهائل...
هناك يكثر الحجل البري .
قمنا بتنزيل الاغراض وبناء الخيمة وجمع - حطب الرمث - المتواجد بكثرة حولنا.
واشعلنا النار لشرب اول قوري شاي على نار الرمث في هذه الرحلة الرائعة.
صيد الحجل الذي هو هدف رحلتنا له طقوس وعادات تحتاج الى خبرة ومهارة وفن.
وهذا ما يتمتع به ابو طاهر الكردي - شايب في السبعين من عمره-
وقد أكسبته السنين الطويلة خبرة واسعة.
الشبكة الخاصة بصيد الحجل عبارة عن اوتاد خشبية صغيرة
لا يتعدى طول الواحد منها ثلاثة سنتيمترات.
مسننة الاطراف وقد تم ربط الرأس الثاني للوتد بخيط من النايلون القوي
الخاص لصيد الحجل ...ويتم تشكيل دائرة متحركة يتم اغلاقها
بمجرد سحبها الى الامام...وخاصة عندما تقع ارجل طائر الحجل داخلها
يقوم الطائر بمحاولة تخليص ارجله العالقة بالشبك فلا يستطيع
لان الدائرة المتحركة قد أحكمت القبض عليها,,فيقع بالأسر.
يكون طول الشبكة احيانا 100 متر.
وعدد الاوتاد بمعدل - وتد في كل شبر من الشبكة - .
عليكم ان تنظروا الى طريقة الصيد العجيبة والغريبة في عالم الحجل المثير:
فالحجل طائر مقيم في المكان الذي يتواجد فيه...
وهناك يتكاثر ويشكل مجموعات تربطها اواصر القربى والتعارف...
وهي طيور تدافع عن ارضها بشراسة....
ولا تسمح للطيور الغريبة بالتواجد في مناطق سكناها...
وفي حالة تجرّؤ طائر بالاقتراب من مواقعها
فانها تشن عليه هجوما كاسحا لتمزّقه اربا....
وهنا يكمن عقل وذكاء الانسان في طريقة صيدها والامساك بها.
نكون قد أحضرنا معنا قفصين صغيرين...
وهي لذكر وانثى من منطقة غريبة...
نقوم بوضع الذكر في المكان الذي يتم اختياره لنصب الشبكة
ونبدأ بنصب الشبكة حوله على شكل دائرة تحيط بالقفص من كل الاتجاهات.
وقد يصل قطر الدائرة الى عشرة امتار...
ونكون قد أخفينا القفص الثاني الذي تتواجد فيه انثى الطائر.
وعندما ننتهي من بناء الشبكة نقوم ببناء كمين من الصخور المجاورة
ونختفي داخله حتى لا يشعر الحجل بوجودنا فيهرب.
بعد قليل....
نقوم باظهار انثى الطائر ليراها الذكر الموجود داخل القفص الثاني...
وهنا يبدأ بالمناداة على زوجته بصوت عالي ومرتفع ومسموع...
وترد عليه انثاه بنفس المناداة....
وهنا تأتي الفرصة العجيبة واللحظة المنتظرة...
لقد سمع الحجل - اصحاب المنطقة - بصوت الغرباء يقتحمون منطقتهم...
فيهرعون من كل حدب وصوب ومن بين الصخور وشقوق الارض
ويهجمون بقوة على طيورنا الغريبة...
ولا يعيرون انتباها للشباك التي نصبناها لهم...
ما ان تبدأ المعركة ختى يجد الحجل نفسه عالقا في الشباك...
وتبدأ بمحاولة التخلص من الشباك التي التفت حول ارجلها...
فنهجم عليها....بعد ان نخرج من الكمين...
ونقوم بمسكها واحدا بعد واحد....
ونضعها في اقفاص مخصصة لذلك.
انها من اروع واجمل الطرق التي يتم الصيد بها...
وكما قلت لكم...ان الخبرة تلعب دورها وخاصة مع وجود شخص كـأ بو طاهر.
كانت حصيلة صيدنا في تلك الأمسية 21 طائر حجل.
يكون داخل الكمين الواحد شخصين فقط...
اما باقي شباب الرحلة فلهم مهمات اخرى....
هناك من يجمع الحطب...
وهناك من يصنع الشاي...
ومن يستعد لصنع العشاء..
فهناك رحلة ليلية لصيد الارانب في انتظارنا بعد العشاء.
الموقد مليء بالجمر المتّقد..والسماء صافية.
والنجوم البرّاقة تخطف الابصار بروعتها وشدة تألّقها في الصحراء.
شربنا الشاي اللذيذ بعد العشاء وكان لنا الحوار التالي:
قال كمال:
- جاهزين شباب؟؟؟؟
اشربوا شاياتكم بساع وقوموا عالسيارة...
عبد الرحمن يقود السيارة وبجانبه كمال الكردي
فهو الدليلة في هذه الرحلة ويعرف مناطق البادية شبرا شبرا.
بينما جلست في المقعد الخلفي مع محمد الرجب وفي يد كل منا جفت...
وجلس الشايب ابو طاهر بالنص كشيخ مدلل....
المنطقة التي نحن فيها وعرة جدا ولا تحتاج فيها الارانب للمطاردة.
فهي غشيمة بسبب قلة الناس في هذه المناطق...
قال كمال:
اذا شفتم أرنب لا تستعجلون بالرماية...
صيدوا على راحتكم فالارانب ما تنهزم...
وفعلا.....
ماهي الا لحظات حتى كانت احداها تتوسط الطريق وقد أبهرها ضوء السيارة
فقمت بالتسديد نحوها....طق.....فاذ بها تتدحرج وهي ترافس...
نزل كمال وبيده السكين...سمى وذبحها ووضعها في البوكاج...
لم نمشي مئة متر الا وكانت الثانية امامنا...
وكما فعلنا بالاولى فعلنا بالثانية والثالثة....
وما هي الا ساعة من الزمان حتى كانت حصيلة صيدنا ستة ارانب.
قلنا:
يكفي...اين نذهب ببقية الارنب؟؟؟ علينا اصطياد حاجتنا فقط.
رجعنا للمخيم ونحن سعداء بصيد هذا اليوم الوفير....
بدأنا نتسامر حول النار ونحكي القصص الجميلة...
وقمنا بتنظيف الارانب وسلخها وغسيلها ورفعها الى سقف السيارة.
هناك وجبة تنتظرنا قبل النوم...
انها الارنب المشوي على نار الرمث...
قمنا باحضار اسياخ الشوي ووضعنا ارنبتين فيها....
وهي كافية وتزيد عن حاجتنا....للقرمطة فقط وللتسلية...
فنحن قد تعشينا قبل الصيد...
ولكن الصحراء تجعل النفس مفتوحة دائما وفي شهية دائمة.
بقي اربع ارانب تكفي للغداء في اليوم التالي....
.................الى الحلقة الثانية
الرئيسية 
دخول 
الأحداث 
https://haky.ahlamontada.com 
س .و .ج 
بحـث 
الأعضاء 
التسجيل 
الابراج
