ماصة بيت عواد الخباطة 2_cul
عندما كنا طلاب في الصف التاسع..
وقد اقترب موعد الامتحانات...
نتسابق الى شحذ ماصة بيت عواد الخباطة في حارتنا لندرس عليها.
اغلب بيوتنا في ذلك الزمن لا يحتوي على اثاث وطاولات وكراسي.
كنا نجتمع ثلاثة او اربعة لنجلس حول الماصة في بيت احدنا للدراسة.
وكان احدنا اذا نقصه كرسي يجيب بلوكة ويضع فوقها تنكة لاكمال العدد.
ومع ذلك ..فرحنا وسعادتنا وبساطتنا تملأ القلوب والافئدة.
وكان بيت عواد الخباطة يتباهون ويفتخرون بأن طلاب حارتهم يدرسون على طاولتهم.
الغريب في الأمر...ان أحدا من الطلاب الذين يدرسون على ماصة بيت عواد ينجح.
فكل من درس عليها يذهب لرؤية نتيجته النهائية ويكحل عينيه بكلمة (( راسب )) .
أصبح الطلاب في الحارة يتشائمون من الدراسة عليها وخاصة بعد تكرار عملية الرسوب.
وبدأ الطلاب يقولون للراسب:
ها شبيك سقطت؟؟؟ خو منت دارس على طاولة بيت عواد؟؟؟
ربما ان لعنة الفراعنة هي السبب.
ودخلت الماصة ركن التراث والتندر الجميل.
اردت ان اقول لكم اني نجحت في الحياة.
ولكنني تذكرت فجأة....!!! انني درست على ماصة بيت عواد.
فحملت البلوكة التي كنت اجلس عليها وكتبت فوقها(( راسب )).
ثم ربطتها بخيط مصّيص وانزلتها في قاع النهر حتى ترسب الى الابد.
سعيد الرجيب
ماصة بيت عواد الخباطة 2_cdr