خواطر في طريزينة

مُساهمةموضوع: خواطر في طريزينة خواطر في طريزينة Icon_minitimeالثلاثاء مايو 11, 2010 5:33 am

بجانب احد الارصفة...وقف حمد بجانب الطريزينة ونادى :

طالع عالكسرات ...طالع عالكسرات...

- يللا ركاب الكسرات تراني ماشي .

تهافت الركاب واكثرهم من النساء والعجائز ... يحملن اوعية الحليب وكارات الخضار التي تم بيعها في الرقة ..

وجلسن في صندوق الطريزينة الساخن من وهج حرارة صيف تموز .

كانت السنتهن لا تكف عن الكلام:

شبيك واقف يا حمد...شغل طريزينتك يا بابي (يعني ابني ) ترى ورينا من الحر.

- طولي بالج يا خالة ....

قالها حمد وهو ينادي على اخر راكب قبل الاقلاع.

ها هو الراكب...

- اطلع .. اطلع.. تعال جاي اقعد بسدي من جدام.

وركب الراكب وهو يلف عباءته التاريخية على ذراعه .. اما جلابيته الواسعة فقد غطت ماكينة الطريزينة الواقعة تحت قدميه.

- اشو بالله حجي .... روح شوية لهناك تا ادفر المنويل واشغل الطريزينة.

رد الشايب بصوت متذمر:

- مكانك واسع يا با ..

قام حمد بدفر المنويل....ررررررررررر ......رررررررررر (صوت الطريزينة) ما اشتغلت.

اعاد الكرة .ررررررررررر ما اشتغلت.

رد الشايب:

- لا يروح ما بيها بانزين ..؟؟

قال حمد :

- ألا توي عبيناها صخام ... يلعن ابو البانزين على ابو هالحظ الكواد ....

انزل يا حجي يرحم والديك خليني افك البوجي.

. رد الشايب متضايقا:

- ابوووووووووووو.....ول يابا جان ما تشتغل المهجورة تا نشوف غيرها وننقلع على اهلنا ؟؟

- يا حجي اكسب لك صلاة عالنبي...طول بالك...اذا تريد تروح الله معاك.. ترى صرعتنا

سكت الشايب (شيسوي مجبور ) بينما قام حمد باخراج مفتاح البوجي وقام بتنظيفه وهو يقول :

- ابوه ... يا الله يبوه...هذا شكثر شايل تراب ملعون الوالدين . (على اساس مايعرف انو مغيرو من 5 سنين )

واخرج رقعة من تحت الطراحة ومسح رأس البوجي واعاده ثم دفر المنويل فاشتغلت..

صاح حمد :

- اركب حجي اركب بسرعة قبل ما تطفي..

(الحجي بقلبو يلعن ابوك على ابو الحجي )

وانطلق حمد فصاحت احدى العجايز من صندوق الطريزينة الخلفي:

- يابا الله يخليك مر بدربك على طاحونة البوز تا ناخذ لنا نص قالب بوز .

قال حمد :

- انشالله ..

وعند الطاحونة وقف حمد ونادى على العامل لاحضار طلب العجوز والتفت الى الركاب قائلا :

- هاتوا مدوا ايديكم على جيوبكم وحاسبوني .

فبدأت العجائز بحل صرارات المصاري واذا استعصت العقدة على احداهن فانها تستعمل اسنانها بحلها وهن يتمتمن بعبارات اللعنة على هالحظ .

قال الشايب :

- هات انطيني رجوع مية يا با .

قال حمد :

انطيني فراطة .

قال الشايب:

الله وكيلك ما يلتقاني غيرها .. مهدوف الاقشر عاللي ظل عندو جرش واحد من ورا هالحضر .

..ننزل عالمدينة مليانة جيوبنا ويظلون يتمسكنون ويا حجي ويا حجي ليما ننكت كل مصارينا .

- منو قال لك انزل...ليش ما تظل قاعد عند اهلك وتظل دراهمك صامدات بجيبك ...؟؟؟؟

- ألا أم (بمعنى المسخرة وشد الشفايف للامام ) ....وين ادشر الكباب صاحي انتا يوال الا مهبول ؟؟؟

- بالطلاق كل صيخ عند النواعير يسوى ذبيحة ...

انطلق حمد متابعا الرحلة بسرعة 15 كم بالساعة .

والسبب حمولة زائدة ..

لم تترك العجايز تنكة سمن او كيلو سكر او رز بالسوق الا واشترينه مع الدجاج والدبشي والبطيخ .

- عندك بابي عندك.. نزلني جدام المفرق حسن ابني جاي بطريزينتو ياخذني الا .. عجل مااشتراها من جم يوم (تخاطب رفيجتها وهي فرحة )

فنزلت الاولى وتابعت الطريزينة رحلة العذاب ..

الشمس حامية جدا والحديد وصل الى درجة الانصهار.

قال الشايب:

- الله وامان الله استوت جلودنا من الحر .. لا يبوي شد رجلك عالبانزين خلينا نصل اهلنا بساع .

- يا حجي ما تريدني اصير طيارة...تراني راص البانزين للاخر.. صارت السرعة 18 كيلو بالساعة.

صاحت احدى العجائز:

- هوب هوب نزلني عالدوار يا با.

وتابع حمد بعدها رحلته المثيرة متجها الى الكسرات بينما نظر الشايب الى المزرعة المجاورة فرأى الاغنام تهد في الزرع فصاح :

- يول هين يول هين ...

(( مخاطبا الراعي ))..

- ابعد الغنم عن الزرع يا مثبور ... حرام عليك .. بالطلاق لولي عندك الا البعك كل مطرق (اتفي عليك وعلى اللي مشغلك عندو ).

قال حمد :

- اشكارك بيه يا حجي ..

وفي بداية الكسرات نزل الحجي ... فتنفس حمد الصعداء وقال في نفسه :

- الا يا خايب بس ولي (بمعنى انقلع) .. الله لا يرد هالبوز بوز الطرادة .

وتتابع النزول هنا وهناك حتى نزلت اخر عجوز فاستدار حمد راجعا ليبحث عن ركاب اخرين في رحلة لا تنتهي فصول السعادة والمرح من فصولها

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــول

والعذر والسموح من الكل محاولة بسيطة نتمنى ان تنال اعجابكم