الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال

صفحة تعنى بما يهم منطقة البوكمال ريف ومدينة
 
الرئيسيةالرئيسية  دخولدخول  الأحداثالأحداث  https://haky.ahlamontada.comhttps://haky.ahlamontada.com  س .و .جس .و .ج  أحدث الصورأحدث الصور  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  

 

 احلى ورشة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيد الرجيب
Admin
Admin
سعيد الرجيب


الابراج الابراج : الدلو
المساهمات : 324

تاريخ التسجيل : 17/07/2020
العمر : 68
الموقع : https://haky.ahlamontada.com

احلى ورشة  Empty
مُساهمةموضوع: احلى ورشة    احلى ورشة  Emptyالإثنين يوليو 27, 2020 11:13 am

ورشة الاحلام   احلى ورشة  I_icon_minitimeالأربعاء 26 مايو - 17:09


دردش معكم اليوم عبر قصة تراثية


فيها من النهفات البوكمالية المحلية ما سيسعدكم...


تابعوا معي رحلة:


ورشة الأحلام


كان لي قريب في البوكمال يعمل _ أوسطة _ أو معمار


أو - معمرجي بلغة البوكمال.....


وكان لديه مجموعة من العمال في الورشة


تجتمع فيهم كل صفات الغرابة والتعجب والمفارقات.


في ذلك الزمن....


كانت البيوت تبنى بالحجر والطين...


أو الحجر والجصّ - عند الموسرين.


اسمحوا لي بالتعريف بأعضاء ورشة - ابو زهير -.


الأول يدعى - ابو نجم- وهو الخلفة او الساعد الاول للورشة.


ومهمته البقاء بقرب الاوسطى لمناولة الحجر والوحل مباشرة.


وكان ابو نجم ضعيف البنية هزيل الجسم رقيق العظم.


ومع ذلك فهو يحمل في جعبته مئات القصص والنوادر


التي كان يسردها للاوسطة فيقضيان اجمل الاوقات واسعدها.


وهناك عاملان من اولاد عبيّان وهم اخوة...


شأنهم في الحياة شأن عجيب.


كانا لا يفترقان كالتوأمين


ومع ذلك فهم في خلاف أبدي...


كأنهم ؛ الاخوة الأعداء.


كانت مهمتهم في الورشة تقديم الحجر والجص واعدادالجبلة.


وبما نهم يتقاضون الاجر باليومية...


لذلك فهم حريصون على تمرير ساعات اليوم بأي طريقة


وبأقل مجهود...


فكان أحدهم يحمل بريج الماء استعدادا للوضوء وصلاة الظهر


منذ الساعة الثامنة صباحا...


ويكون باقي اربع ساعات للظهر...


ويتابع العمل وعينه على قرص الشمس لاقتراب موعد الصلاة


أما أخوه الثاني فهو يمارس هوايته المفضلة بشيء عجيب.


فعيناه لا تفارق باب دار أصحاب العمل..


وهمه الوحيد هو رؤية احدى النساء


اللواتي يحملن الكرشة لتفريغها.


وهذا يدل على ان خروفا قد تم ذبحه لتحضير وجبة الغداء.


او رؤية بقايا ريش الدجاج لنفس الغاية.


أو انه يستخدم حاسة الشم لتحديد نوع الطعام


وله في هذا المجال خبرة واسعة


فهو يستطيع تمييز نوع الاطعمة بشكل مذهل.


وكان رابع العمال في الورشة هو - هطيطة -


وكان رجلا بسيطا وعلى البركة.


له عالمه الخاص والمستقل.


يتكلم مع نفسه فيضحك


ثم يحكي لنفسه قصة أخرى فيبدأ بالشتائم


فهو متناقض حتى مع ذاته


ومهمته في الورشة تقديم الوحل المجبول.


أما خامس وسادس عمال الرشة فهم حسن وحسين


وهم أخوة ايضا...


يعانون من غشامة وتخلف عقلي.


لا يهمهم في الحياة سوى الطعام.


وليس للوقت عندهم أية أهمية


فهم مستعدون للعمل 25 ساعة باليوم


طالما ان القدرية على الطباخ.


هواية حسن هي جمع الشرائط القماشية والخبوب


التي يلتقطها من الخرائب ليملأ بها جيوبه


بحيث يتصور أو يتخيّل انها فلوس.


وفي كل يوم كان أهله يفرغون ما في جيوبه


ليرموها في الشارع


حتى صار المحيط حول بيته يغص بأكوام الخبوب البالية.


أما حسين فانه كان يعرف اهل البوكمال


بوجوههم وليس بأسمائهم...


ويعرف مهنة كل رجال البوكمل...


فكان اذا التقى بأحدهم فانه يناديه باسم المهنة.


الخياط حج خياط )


القصاب: ( حج لحم )


الصائغ : حج ذهب )


وهكذا......!!!


وكان حسن وحسين من البسطاء الطيبين.


أما سابع اعضاء الورشة فهو ميزر...


وهو شخص يعاني ايضا من تخلف عقلي...


فيضحك على الفاضي والمليان.


والكرة الارضية جميعها لا تساوي في نظره قشر بزرة.


بايعها .....


اذا اعطيته سيجارة وطلبت منه ان يسجد لك فلن يتردد.


يفعل كل شيء حتى المستحيل في سبيل وجبة طعام.


هذه الورشة العجيبة المدهشة تلتقي في مجموعة ابو زهير للعمارة.


والجميع يتقاضون اجرا يوميا بما فيهم ابو زهير.


لا يفهمون الاعمال الحرة او المقاولات.


وشرطهم الوحيد بالعمل هو الاجرة اليومية.


وهذا يعني بالنسبة لهم سعادة وربح وفير.


وبالنسبة لصاحب العمل هو مأساة.


فالجدار الذي يتطلب انشاؤه ساعتين لن ينتهي


في ورشة ابو زهير قبل يومين.


وعلى المعزّب ان يحسب حسابه بالوجبات المتلاحقة


فطور وغداء وعشاء.


وكان اصحاب العمل في تلك الايام يقدمون الدخان للعمال


فيتم توزيع علب السجائر صباحا.


وجميع الورشة يدخنون طالما هي مجانا.


ولكنهم في ايام العطلة لا يشترون كل دخان العالم بقرش واحد.


وكانت تقدّم للعمال ايضا الشخاط.


كل عامل يستلم باكية وشخاطة.


فكان العمال يحاولون ابتزاز بعضهم باستمرار.


كأن يقول احدهم للثاني:


- هات اعطيني منك سيجارة لأن باكيتي يبسانة ما تنشرب


او هات شخاطتك واشعل لي السيجارة لأن يدي ملطخة بالوحل ورطبة.


فكل شيء هو مكسب في عالمهم الخاص.


كان هذا حديثي الطريف معكم مع ورشة الأحلام.


بساطة في الحياة.


عمق في التراث.


ورشة حتى وان كان عمالها اتكاليون


الا ان حياتهم مليئة بالسعادة


ومليئة بالقناعة


وهذا هو معنى وطعم السعادة


شكرا لكم


























سوا مشان سوريا



عدل سابقا من قبل سعيد الرجيب في الخميس 27 مايو - 16:30 عدل 2 مرات (السبب : لغة=لغة)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://haky.ahlamontada.com
 
احلى ورشة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال :: الفئة الأولى :: من الذاكرة القديمة-
انتقل الى: