موضوع: صباحك صرصور دمشقي صباحك صرصور دمشقي I_icon_minitimeالأحد 27 سبتمبر - 19:07
ما زلت لليوم الثاني على التوالي طريح الفراش واعاني من الانفلونزا الحادة.
ابو حاتم العراقي الذي يسكن معي واقف معي على الدعسة...
والمسكين محتار شلون يخلي المرض يروح عني بأي طريقة.
نظرت اليه وكان العرق يتصبب من وجهي بغزارة وقلت مازحا:
شكون عندك اليوم من وصفات جديدة يا ابو حاتم ؟
قال:
طول بالك...وراح عالبراد واخرج زجاجة ماء باردة وقال لي:
اسحب حالك من الفرشة وخلي رجليك عالارض......
ففعلت....وما كان منه الا وقام بصب الماء البارد على رجلي فقلت له:
الناس تضع الكمادات على الجبين وليس على الارجل يا بو حاتم..
قال:
بويا...انت اشعرفك .؟؟؟.انا قاريها بالكتب....انت بس مد رجليك ولا تخاف.
وظل يسكب الماء الى ان صار تحتي غدير من ماء الفيجة.
الحقيقة انا شعرت بالراحة....وقلت له:
بصراحة يا ابو حاتم ..انت مو بس فنان...انت دكتور ناجح.
فضحك ضحكة عراقية فيها هاءات اكثر من هاءاتنا وقال:
عمي...انا نازل عالسوق اجيب فطور وارجع ..وبعون الله الا القاك مثل الحديد.
وتركني ثم خرج..
بقيت لوحدي انا والماء وبرودة البلاط...وبعد فليل.....!!!!!
رأيت على الجدار صرصور طويل الشاربين ينظر الي ويبدو انه يشاهدني لاول مرة في الشام.
نزل من الجدار مسرعا وذهب الى اقربائه وقال لهم:
اليوم عندنا ضيف جديد....تعالوا تعرفوا عليه..
فتسلقوا الجدار وبدأوا يحركون شواربهم بكل الاتجاهات..
قلت:
ها شباب...
شكون تشربون ؟؟
شاي ..قهوة..زهورات.
فقال كبيرهم:
بدي شوفك كل يوم يا حبيبي
ما تغيب عني ولا يوم يا حبيبي
بتسلم عليي
عابكرة وعشيي
وخبيك بعينيي يا حبيبي.
ثم رفعت رجلي من الماء فهرب الصراصير الى جهة مجهولة.
وبعد قليل ..رجع ابو حاتم من السوق وهو يحمل الفطور فقلت له ضاحكا:
صباحك صرصور دمشقي
فقال:
صرصور شنو يابا؟
قلت:
ما كو شي ..بس تذكرت اغنية حميد منصور:
سلامات