حلول منطقية ومناطقية

ما وراء الاخبار .....تستمر مشكلة الوضع في شمال شرق سوريا على حالها ...أطراف داخلية تحاول الانفراد بتفصيل الحلول على ضوء احلامها وكأنها تمتلك اوراق المنطقة الشرقية كأملاك خاصة ...وهي لا تملك في حقيقة الأمر سوى الصراخ واصدار بيانات الشجب والرفض والتلويح بقوة لا تمتلكها وليس لها رصيد على ارض الواقع ولا شعبية حاضنة وتنتهج سياسة عقيمة مبنية على رفض الاخر ورفض الحوار ورفض التوافق مما يمنحها صفة ( لا شيء ).لانها عمليا لا تستطيع فعل اي شيء وليس لها تأثير على ساحة الأحداث والتوازنات .وأطراف اخرى غالبا ما تكون اقليمية او دولية ترى صورة الوضع بالمنطقة بوضوح وتدرك جيدا اهمية المنطقة كموقع واهميتها سياسيا واقتصاديا فتسعى الى تحالفات على قاعدة المصالح المتبادلة وتمتلك في هذا المسعى كل مقومات النجاح والتأثير والقوة الكافية لتحقيق الاهداف بعيدا عن الضجيج والهراء . فمنطقة شرق سورية هي عربية عربية لها تاريخ ولها اهل ولها حضارة وامتداد بشري هائل لا يمكن المساس بأي حق من هذه الحقوق التي تعتبر خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ....قرارها يعود الى الفئات المعتدلة من شعبها واوراق التفاوض بيد كفاءات وخبرات ابناء المنطقة المؤمنين بالعدالة والمساواة وحق الجميع بملكية الارض والاستفادة من ثرواتها والدفاع عنها وحمايتها .والمنطقة الشرقية هي املاك عامة لا يحق لفئة او طائفة او افراد الادعاء بملكية او حقوق تمنحهم حصة اكبر او مساحة اكثر على حساب انقاص حقوق الاخرين .ولا يمكن لابناء المنطقة بأي شكل من الاشكال ان يحصلوا على موقع او طرف تفاوضي معترف به من الداخل والخارج دون ان يكون هناك توافق كامل وتحالف وثيق بين ابناء المنطقة انفسهم وتشكيل كيان موحد يخولهم التفاوض وتقرير المصير وعقد الاتفاقيات والعقود والانفتاح الكامل على جميع الاطراف المعنية ذات الشأن في المنطقة .فلا خيارات بديلة امام الجميع سوى الجلوس الى طاولة مستديرة تضمن حقوق الجميع وتحقق المصالح المشتركة ونبذ كل ما عدا ذلك لانه قولا واحدا لا يصب في خدمة مصالح اهل المنطقة ولا يمكن نزع فتيل التوترات الا بالتفاهم والحوار .