تقريبا سنة 1966....منظر البوكمال مختلف...ومن بساطة العيش
تأتي الروائع والذكريات الجميلة.
المكان:سينما فؤاد بالبوكمال.
المسرحية:استقلال الجزائر
بطولة:
معاوية الزكرتي
عبد سليمان (ابو جميل)
اسماعيل السالم
ومجموعة كبيرة من الممثلين لا اذكر اسمائهم
الصالة تغص بالجمهور والواقفين اكثر من القاعدين وما تشوف الا اللي حاطط اصابعه في فمه ويصفر.
((سيناريو المسرحية على الشكل التالي):
ديكور خلفي يمثل حارة من حارات الجزائر اثناء الحكم الفرنسي. وعلى احد الابواب تقف امرأة جزائرية ((اسماعيل السالم)
وبجانبها طفلها الصغير.
تمر الدورية الفرنسية:الضابط معاوية الزكرتي والعسكري ابو جميل.
يحصل خلاف بين المرأة والفرنسيين فتقوم المرأة بشتمهم وتلعن الاستعمار.فيأمر الضابط من العسكري ان يطلق عليها النار فيقتلها.وبعد ان تسقط المرأة على الارض يقوم الطفل بالبكاء عليها ....وهكذا تستمر فصول المسرحية...
معاوية الزكرتي له رأي اخر غير النص الموجود بالسيناريو...فهمس في أذن العسكري قائلا:
عندما اعطيك الأمر باطلاق النار حاول ان تجعل البندقية قريبة
من عين اسماعيل.خلينا نضحك....
((البارودة كانت عبارة عن ساموبال صغير ومثبت عليه فلينة
وبها قطعة بلاستك مطاط مثل النشابة وعندما يقوم العسكري بافلات البلاستك منها يتم اطلاق النار من الفلينة)
وكانت الفلينة محشوة بالبارودوعندما تثور يتطاير منها شرر يصيب ويؤذي عن قرب.
المهم سارت الامور على هذا النحو..
قامت المرأة بشتم الفرنسيين فأوعز الضابط للعسكري:اطلق النار.
فتقدم ابو جميل ووضع البندقية قريبا من عين اسماعيل فلما ثارت تطاير البارود وامتلات عيون اسماعيل من اللهب فوقع على الارض من الالم...((هو من المفروض ان يقع))ولكنه هذه المرة وقع من الاصابة الحقيقية وليس من التمثيل...فوقع الطفل على امه باكيا وصاح: قتلوك الاستعمار يا امي.
فاجاب (اسماعيل)...((وهذه العبارة من خارج النص والسيناريو)):
- انقلع يلعن ابوك على ابو امك..راحت عيني من الوجع وانت قاعد تقول :قتلوك.
وزعل اسماعيل من معاوية وابو جميل وترك التمثيل بعد ان ضحكت الجماهير طويلا من هذا المشهد الرائع.
هنا اترككم تتخيلون مجريات الاحداث وتضيفوا اليها متعة الخيال وجمال تلك الايام التي اصبحت فعلا من ذاكرة الايام . وشكرا لمتابعتكم.