اخوتي:
اليوم اكتب لكم موضوعا قد يراه البعض تافها(( لا يهمني ذلك)) وقد يراه البعض مسليا.. وقد يراه البعض ايضا مفيد وممتع وفيه عبرة بسيطة وانقلها لكم بطريقة مجد 101.
نقول دائما(( سبحان الله )) فهي من باب التسبيح والحمد للمولى الذي خلقنا وانعم علينا بالبصر والفؤاد...
ولا نملك عندما نرى امرا فيه من الغرابة والعجب مقدارا حتى لو كان صغيرا الا ان نقول (( سبحان الله )).
جلست في ( المشراقة) في ظهيرة يوم ربيعي جميل ...اتنعم بدفء الشمس والمنظر الخلاب الذي يحيط بي في حقل تنمو اعشابه النضرة وتتفتح حوله زهور الربيع .. وتحوم فوقه الفراشات المتراقصة لتعلن للحياة انشودة البقاء والتسبيح لله.
كان بالقرب من - على طرف الحقل - ...حمار .. (أعزكم الله )... رأيت فيه العجب العجاب...!!!!.
قمت بتقسيم مشاهداتي الى عدة مجموعات سانقلها لكم بالتفصيل.
*- مجموعة الفم:
رأيت الحمار يمضغ الطعام بشكل متواصل ولا ينفك فمه عن ابتلاع الاعشاب بدون توقف ..حتى اذا اكتمل تحميل اللقمة في مؤشر فمه الاوتوماتيكي فتقوم أداة خاصة بابتلاع اللقمة في نفس الوقت الذي يتابع فيه الفم استقبال لقمة جديدة فهو ( يلوك ويبلع ) في لحظة واحدة ...قلت : سبحان الله العظيم.
*- مجموعة ( الأذنان) left and right
كان الطريق العام يبعد اكثر من 500 متر عن مكان تواجد الحمار , فتمر سيارة مسرعة وتطلق( الزمور ) لتنبيه ما هو أمامها فأجد أذن الحمار تتجه ( راداريا) نحو مصدر الصوت بينما تتابع باقي مجموعة الأكل عملها... فبأتي صوت اخر من عكس الاتجاه فتقوم الاذن الثانية بمتابعتها ..بينما لا تزال الاذن السابقة تتابع السيارة.. فيتم هناك تراكم معلومات بين المجموعات الانفة الذكر..فم يأكل وأذنين يرصدان العالم الخارجي وعقل يترجم للحمار معطيات الموقف وما يزال الحمار متابعا لمعركة الطعام دون ان يتأثر بشيء طالما ان الاخبار الواردة الى عقله تؤكد ان مصادر الاصوات صديقة وليست معادية..قلت:
سبحان الله العظيم.
*-مجموعةالجسم أو ( الظهر ) المثيرة.
تأتي ذبابة فتحط على ظهر الحمار في موقع قريب من الذيل....!!! هناك طريقتان لابعادها:
1- اذا كان مركز تواجد الذبابة بمتناول مدى طول الذيل فان الحمار يصنع دائرة ويوجهها الى الاعلى الى حيث تقف الذبابة فيضربها بقوة فتقلع مذعورة وتحط في مكان بعيد عن الذيل وتظن ان تكنولوجيا الحمار المتطورة تعطيها الامان الذي ترغب به فماذا يفعل...(( أخو الزرقاء ))..؟؟؟؟
يقوم بتحريك دائرة قطرها عشرة سنتيمترات بحيث تكون الذبابة في المركز فيحرك المنطقة باهتزاز لا اعرف كم درجة في مقياس _ ريختر _ فترتجف ارجل الذبابة وتقلع ايضا من مكانها الى جهة مجهولة... وقد يصادف وجود ذبابتين او اكثر ... فالمبدأ واحد.. هناك مجموعة برمجة متكاملة وتفاهم عميق جدا بين سائر اعضاء الحمار بحيث يتم التعامل مع كل حالة على حدة بنفس الوقت الذي يبقى فيه الحمار منسجما في مضغ الطعام والاستمتاع باجواء الربيع المنعشة دون ان يتأثر بما حوله .
ويمضي الوقت حتى اذا ما اقترب موعد (( الاشباع)) وبدأ الحمار يلتقط انفاسه بالتدريج يقوم بالخطوة المثيرة ايضا وهي الاخيرة في هذه المجموعة المدهشة:
الفم يمضغ..
والحلق يبلع...
والاذنان تعمل...
وسائر الجسد في استنفار دائم ...
فيحس بالرغبة في التبول.... يحني ظهره للاسفل ويسكب المحلول ويتراجع للخلف لكي يشمه في طريقة كيماوية مدهشة.
يرفع شفتيه في الهواء ليصنع منها مخبرا ميدانيا سريعا للتأكد من خلو البول من اي مضار او امراض فيشعر بالسعادة ويختتم هذه السيمفونية في اطلاق المجموعة المتكاملة من الاصوات في ( نهيق الختام )..حتى اذا ما اوشكت مقطوعة النهيق على النهاية فانه يختتمها باخر ثلاثة حركات في السلم الموسيقي الحماري:.. هيـــــــــع...هيـــــــــــع..هيـــــــــــــع. انتهى
وتستمر الحياة...
قلت:
سبحان الله العظيم وبحمده... يخلق ما يشاء وهو اللطيف الخبير.
دمتم بخير