عندما التقيت بالاستاذ ابراهيم العبار عن طريق الصدفة لاول مرة.
ونظرت الى هيئته واناقته الغارقة في الشياكة الدائمة.
ذهب بي الخيال بعيدا....
وأصبحت متأرجحا في بحر من التساؤلات.
فقد غابت عني - فراسة العرب - لتحل مكانها - فراسة الغرب - .
ولم يعد هناك أدنى شك - حسب فراستي الغربية- .بأن هذا
الرجل هو أحد مشاهير هوليوود..أو انه على اقل احتمال
ينحدر من احدى ضواحي جنكل لاند ... او ..والت ديزني..
او سوبر ستارزفيلاج.
ولم يعد أمامي سوى حلّ وحيد لدعم فراستي ...
وهو الاستماع الى كلامه لاثبات مصداقية التوقعات.
كانت عيوني تتفحّص بتمعّن شديد تفاصيل وجهه الغامضة...!!!
شعرت بالرعب والدهشة والذهول....!!!!!
أصبحت مثل عجل قد وقعت عينيه على حية تهبط من جدار الحظيرة.
ومن يدري؟؟؟
لعل هذا الهوليودي قد يصب جام غضبه لو شاهدني انظر اليه.
او انه يأمر السياف - مسرور - لقطع رأسي في ديوان هارون الرشيد.
كل الاحتمالات واردة....
كان يتكلم بالتلفون عندما كنت اجري عليه هذه الفحوصات
والاستطلاعات الدقيقة...
لم أفهم الكثير من المفردات التي كان يتبادلها مع محدثه على الطرف الثاني.
كقوله:
- حاول أن تكون القفلة على النهاوند...فهي اكثر سرعة وطربا من السيكاه جهار
وأعد تجربة المقطع الثاني برفقة الجيتار.....الخ
أنا فورا تأكدت من مصداقية خيالي....
انه فعلا من حاشية موزارت او شوبان...
او من ( بيت هوفن البرليني ).
ازدادت حيرتي اكثر واكثر...
انتهت المكالمة ...هاهو يلتفت اليّ مبتسما ومرحّبا:
- هلا استاذ سعيد...هلا بيك....اهلا بخطاطنا البارع..
(( يبدو انه يعرفني ))..
- اهلا استاذ ابراهيم تشرفنا..
- شكون تشرب؟؟؟؟ شاي بارد ..حامض؟؟؟؟
(( أشو حامض ياديبكم ؟؟؟؟ ))..
معقولة ان يكون مندوب الامم المتحدة في برلين يعرف الحامض؟؟
-المهم... جلسنا نحتسي أقداح النومي بصرة....
عبالي انني سأشرب باور هورس...او عصير فيتامين c.
او كاباتشينو مليء بثاني اوكسيد الدوندرما...
وكان لا بد من اكتمال متعة التعارف والشراب بتناول سيجارة...
كنت انتظر ان يمد يده الى جيبه لاخراج علبة المارلبورو الابيض
- ابو ثمانين ورقة - ...ولكن خاب ظني....!!!!
فما ان ظهرت العلبة السحرية حتى وجدتها حمراء قصيرة - ام عشرين ورقة - .
فقلت:
لسنا افضل من اهل اليونان الذين تقشفوا بعد هبوط اليورو
وعادت الفلافل لتسيطر على مطاعم - اثينا - .
يتبع..............
[/size
بقية القصة.......
كان لا بد من التعارف ....
فهو يعرفني كسعيد الرجيب -خطاط من البوكمال - ....
ولكني لا أعرفه بل أسرع الرجل للتعريف بنفسه:
ابراهيم العبار - مشهداني - من البوكمال..ولادة الكويت- وفيها كانت النشأة
خريج معاهد أدبية وصاحب مكتب للدعاية والنشر والمطبوعات في الكويت....
ومدير معهد ابراهيم العبار للتسجيلات والصوتيات واقراص السيدي والحفلات وتعليم الموسيقا
وشريك لمكتب خدمات رجال الاعمال والشركات بدمشق واقامة المعارض .
قلت: ما شاء الله....اللهم زد وبارك....تستاهل يا استاذنا المحبوب.
والحمد لله انك طلعت - بلدياتي- وكنت اظنعندما سمعتك تتكلم بالتلفون قبل قليل
ان لك علاقة بالموسيقا وما الى ذلك.
يتبع
سوا مشان سوريا |