الطربوش، هو غطاء للرأس أحمر اللون أو من مشتقات اللون الأحمر بين الأحمر الفاتح والأحمر الغامق تتدلى من الجانب الخلفي حزمة من الخيوط الحريرية السوداء.
نشأ الطربوش في المغرب ثم انتقل إلى الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر. يسمى حالياً باللغة الإنجليزية والفرنسية والتركية واليونانية بـ (fez) يعني مدينة فاس المغربية حيث ينسبونه إليها.
يعتبر استخدامه حالياً مقصوراً على مناطق محدودة وعلى بعض الأشخاص وربما رجال الدين الذين يضيفوا العمة البيضاء ( كما كان يلبس المرحوم ملا صالح معلم البوكمال الأول بلا منازع) أو الملونة السادة أو المنقوشة حول الطربوش.
هناك نوعان من الطرابيش بعضها تصنع من الصوف المضغوط ( اللباد) أو من الجوخ الملبس على قاعدة من القش أو الخوص المحاك على شكل مخروط ناقص، ولكل رأس قالب خاص يتراوح ما بين 25سم و 75سم، ولصناعة الطربوش يأتي الصانع لتفصيل القماش اللازم على القالب، ثم يدخل إليه القش وتركب الشرابة السوداء ويكبس على الستارة، والعملية في مجملها تستغرق نصف ساعة.
وقد يختلف شكل الطربوش ومقاسه من بلد إلى آخر، ففي بلاد الشام كان طويلاً وأشد احمراراً منه في تركيا.
ظل الطربوش مستخدماً في عدد من الدول العربية مثل: المغرب ومصر وسوريا وفلسطين والجزائر وتونس، وكان ضرورياً لاستكمال المظهر الرسمي إلى أن انتهى استخدامه نهائيا وبقي في سير الذاكرة الشعبية والتراثية.
وفي دمشق حالياً محلات معدودة لصناعة الطرابيش وترميمها بعد أن كان هناك حوالي 400 محل.
فلباس الرأس الشهير الأسطواني الشكل والأحمر اللون في الغالب انقرض من فلسطين والأردن ومصر وسورية، ولم يعد أحد يرتديه كزي رسمي كما كان عليه الحال في العقود الأولى من القرن الماضي.
وهذا الحال يكاد ينطبق على بقية البلاد العربية كافة التي اعتاد أبناؤها من أجيال مضت وممن لا يزال بعضهم على قيد الحياة على لبس الطربوش وتفضيله على غيره من أزياء غطاء الرأس الأخرى مثل: "الكوفية" والغترة والعقال أو الطاقية وغيرها.
أما آخر من لبس الطربوش في البوكمال والذين رأيتهم بعيني، وكنت أشعر بهيبة ذلك الشيء العجيب فوق رؤوسهم فهم:
• الحاج خيري الفرحان البرغش رحمه الله، وهو من عائلة برغش المعروفة المشهورة في البوكمال، كان من ملاك الأراضي توفي رحمه الله في أواخر السبعينيات.
• الحاج عبدالرزاق الموصللي رحمه الله وهو أيضاً من عائلة الموصللي المعروفة والمشهورة في البوكمال، وكان من التجار، وقد توفي رحمه الله في نهاية التسعسنيات.
• الحاج تايه الظاهر رحمه الله وهو من كبار التجار في البوكمال، وقد توفي رحمه الله في التسعينيات.
• ملا صالح، هذا الرجل الذي أفنى حياته ما بين المسجد والبيت ولم يترك صلاة الجماعة إماماً حتى في اليوم الذي توفي فيه ولده. وهو يستحق أن يفرد له موضوع بصفحات مضيئة وإشعاعات منيرة. وقد توفي رحمه الله في عام 1987م.
أما عن طربوشه فكما ذكرت سابقاً فقد كان يلف فوقه شاشاً أبيض على هيئة عمامة العلماء.
قد يسأل سائل وأخو عرنة فهو أيضاً يلبس العمامة، أما عمامة أخو عرنة رحمه الله فقد كانت من شاش أبيض محشو بالقطن، وعرفت هذه المعلومة لأنني كنت اعمل أجيراً لدى الخياط الذي كان يخيط له تلك اللفة.
* مصدر معلومات صناعة الطربوش مستوحاة من موقع ويكبيديا بالتصرف.