اخو ليلى ).....!!!!! هذا هو اللقب الذي اشتهر به بين معارفه وأصدقاؤه. فهو يحمل في معانيه النخوة والرجولة والبأس الشديد. فان سمعه أحدهم يقول: انا اخو ليلى
فهذا يوحي ويدل على ان اصعب المشاكل
مهما عظمت فانها محلولة ومحسومة... وهي تشبه نخوة الديريين بقولهم : انا أخو بطة. كان اخو ليلى ضخم الجثة , عريض المنكبين..
.فارع الطول , كثيف الشعر يتدلى على أكتافه كعتاة فرسان البادية. ولحيته دائما متغيّرة وكثيرة التبدّل... فهو تارة يجعلها على شكل - سكسوكة -
ترتبط مع اطراف الشوارب. واحيانا يحلقها مع الشارب ليصبح - أملط _
وكأنه نسخة عن أنثى. أحيانا يلبس اليشمغ والعقال فيظهر كأنه -
شيخ العربان - . وأحيانا يلبس قميص وبنطرون ليبدو
كمخرج سينمائي أمريكي. يضع في رقبته سلسال يتدلى منه حرف أجنبي
وقلب حب. وتغرق أصابعه بخواتم الذهب. وتلمع الساعة بيده... ويظهر الثراء في قداحته الذهبية
وعلبة سجائر الكنت الغالية الثمن.
اخو ليلى في مظهره الخارجي لا يعكس مظهره الداخلي. فهو في الرجولة وعلى ارض الواقع ليس
اكثر من (( خربو )) او (( مطبّة )) بلهجة البوكماليين. لا يعجبه في الدنيا عجب ولا يعجبه الصيام في رجب. يحاول الايحاء لمن حوله ومن لا يعرفه بأنه ابو عنتر بوند. فاذا لمح او شعر بأن هناك من يهمز ويلمز
ويشير اليه بما لا يعجبه فانه دائما يهدّده بكلمات ليست أكثر من كلمات جوفاء: ترى أقوم اتدبـّـجك.....!!!!! ترى أجيك أمسح بيك الشارع.......ّ!!!!! ترى أجي أشق حلقك.... أملص رقبتك.....وهكذا............. وكلها عبارات قتالية في نطقها قولا وتعبيرا. ولكنها لا تعني سوى القول. بلا أفعال. فهو لم يدخل معركة أو كونة الا كان فيها خاسرا. مقطوع الازرار.. مخموش الخد... منتوف الشعر. فيعلّل سبب هزيمته وخسارته قائلا: ( والله لو مو كرامة الحواجيز الا أتدبّجك ). ومع استمرار وتعدد الهزائم بدأ نجمه بالأفول
ولم يعد لقب اخو ليلى يليق به او ينطبق عليه لان البوكماليين بدأوا يسمونه: ول وين يا خايس؟ فلم يعد أمامه سوى الرحيل فهاجر الى بلاد الله الواسعة. غاب اكثر من 25 سنة لم أشاهده فيها الا منذ عدة أيام. كان يجلس في قهوة البلدية يشرب الاركيلة. فرحت ..وحصرتني الضحكة لأني تذكرت ماضيه العريق. وسلمت عليه ورحب بي وجلسنا نتبادل احاديث الشوق والمودة. ( أردت أن اكتشف ما ان كانت عقليته السابقة باقية ام انها تغيّرت مع الزمن ؟؟؟ ) ولكنني بمجرد القاء نظرة فاحصة على ملامحه عرفت الجواب. كان هناك ندوب واثر حروق وبعض الشقوق في بلاجمه. وهناك حروق ظاهرة في جبينه وخده. عرفت انه قد عانى في الغربة انواعا أخرى من الخسائر. وبدا هذا أكيدا عندما رأينا أمامنا شابين
وهم يتكاونون قدام القهوة. قلت له: - هاشبيهم متكاونين؟ فقال: - اشكارنا بيهم....الله يستر عالناس..خلينا من حالنا وهون. ههههههههههههههههههه عرفت انه قد تأدّب. ضحكت طويلا وأنا أتذكر قصة من قصص اخو ليلى: مرة من المرات تكاون مع ابو الطيبوناهي. وكان ابو الطيبوناهي حاطط قدامه لقن كبير
عالطباخ مليان زيت. وقاعد يقلي. المهم انه تكامش مع اخو ليلى وبدأت المعركة. أجا ابو الطيبوناهي وكمش اخو ليلى من يده
ولواها خلف ظهره. ثم أمسك برأس أخو ليلى واراد ان يغطّه
في الزيت المغلي. لولا ان الحواجيز منعوه. فانسحب اخو ليلى ليسجل معركة خاسرة
كما هي العادة. انها ايام ..وذكريات. اترككم برعاية الله
سوا مشان سوريا |